“ما رأيكم في دفع الثمن”.. انتقادات لصحيفة إسرائيلية بعد استطلاع رأي عن اعتداءات المستوطنين (فيديو)

فوجئ مدونون بنشر صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، استطلاعا للرأي لمتابعيها يسأل عن رأيهم في هجمات المستوطنين الإسرائيليين على بلدة ترمسعيا شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

وكتبت الصحيفة في التغريدة التي حذفتها لاحقا “ما رأيكم في أفعال دفع الثمن التي يقوم بها المستوطنون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية ردًا على الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين”.

وأتاحت الصحيفة الإسرائيلية 4 ختيارات لمتابعي صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي للإجابة على الاستطلاع، وهي “أوافق (العين بالعين)- أترك الأمر للشرطة- أدين كل العنف- رأي آخر (اكتبوا تعليقًا).

وأثار الاستطلاع ردود فعل واسعة انتقدته، واعتبره البعض تبريرا لهذه الاعتداءات، ما دفع الصحيفة لحذفه سريعًا ونشر توضيح قالت فيه، “قبل قليل، نشرنا استطلاع رأي غير مناسب، تم حذف التغريدة لأنها لا تلبي معاييرنا التحريرية”.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية “رفضنا باستمرار الهجمات الانتقامية ضد الفلسطينيين الأبرياء، وأدناها مرارا وتكرارا، وسنواصل ذلك”.

وأثار الاستطلاع وصيغة التوضيح بعد حذفه ردود فعل واسعة من المدونين، وغرد المحامي الإسرائيلي دانيال سيدمان معبرا عن ما يعنيه هذا الاستطلاع بكلمات أخرى، وكتب “الاعتداء العنيف على الفلسطينيين وإحراق قراهم، مع أم ضد؟”.

وكتب المحامي الأمريكي جيوف بيرغ “هل تؤيد أو تعارض الهجمات العنيفة على أفراد وممتلكات مجموعة عرقية محرومة والتي يتم تجاهلها، وتشجيعها (الهجمات) من قبل الحكومة المسؤولة عن أمن مدينتهم؟”.

وتساءل بيرغ في تغريدته “هل يمكنك التفكير في كلمة لوصف مثل هذا الحدث؟”.

واستنكر الناشط يوناه ليبرمان الاستطلاع، قائلا “تخيلوا فقط لو أن صحيفة فلسطينية نشرت استطلاع رأي على تويتر يسأل عما إذا كان متابعوها يدعمون هجوما إرهابيا”.

وزاد: “آفي ميلر (رئيس تحرير جيروزاليم بوست) يجب أن يستقيل، أمر مخز”.

وغردت الناشطة شانون “نعم، استطلاع رأي على تويتر لمعرفة كيف تشعرون تجاه التطهير العرقي”.

وقال الناشط في الحزب الديمقراطي الأمريكي نفتالي ايرينكرانز، “حقيقة أن جيروزاليم بوست مستعدة لإجراء استطلاع رأي علني حول ما إذا كان متابعوها يدعمون جرائم الكراهية، تُظهر مدى إصرارها وبشكل صارخ على نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين”.

واعتبر سمير عقالي أن الاستطلاع هو “تبرير للإرهاب”.

وكتب محامي حقوق الإنسان الفلسطيني رأفت الخليلي “هذا هو شكل الديمقراطية الإسرائيلية الحقيقي. الديمقراطية تحت تهديد السلاح”.

وأوضح الخليلي في تغريدة أن “الديمقراطية” في إسرائيل اعتمدت لعقود من الزمن على قمع وسلب الفلسطينيين ممتلكاتهم لتحقيق البقاء في السلطة”.

واعتبر أن “الوقت قد حان لمعالجة الأسباب الجذرية لهذا الجرح المتقيح من الفصل العنصري الاستعماري”.

وعلّق الكاتب عساف رونيل على توضيح الصحيفة بعد حذف الاستطلاع، قائلا “للتوثيق. لم يكن الأمر غير مناسب. كان تأييدا للإرهاب”.

وقال الباحث ناكس بلال، إنها “ليست المرة الأولى التي تُجرون فيها استطلاعا مشابها، صحيفتكم المتطرفة تساهم في تعزيز مناخ الكراهية”.

وأحرق مئات المستوطنين، الأربعاء، العشرات من منازل ومركبات الفلسطينيين، وهاجموا محلات تجارية في بلدة ترمسعيا وقرية اللبن الغربي، شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان