اللعب بورقة المرتزقة.. سلاح ذو حدين ظهر في تمرد مجموعة فاغنر الروسية

24 ساعة حبس فيها العالم أنفاسه، ترقبا لما ستسفر عنه الأحداث المتسارعة على الأراضي الروسية مع تمرد قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، وإعلانه العصيان المسلح على القوات الروسية.
وبينما ازدادت الأوضاع سخونة مع بدء القوات الروسية عملية “لمكافحة الإرهاب”، دخل الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، وهو حليف آخر لبوتين، على الخط وعرض إرسال قوات له للتصدي لتمرد فاغنر، مع ترقب العديد من دول العالم لما سيتمخض عنه الصراع الذي انتقل من الحدود الروسية الأوكرانية إلى داخل الأراضي الروسية، وهو ما وصفه مراقبون بأنه “هدية مجانية” لكييف التي استغلت الموقف وأعلنت التقدم على محاور عدة في الجبهة الشرقية.
إلا أن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، وهو حليف مقرب هو الآخر من بوتين، أدى دور الوساطة واستطاع إقناع بريغوجين بإنهاء العصيان المسلح عبر تسوية يغادر بموجبها إلى بيلاروسيا مع ضمان عدم ملاحقته قضائيا، وإتاحة إمكانية انضمام بعض مقاتلي مجموعته ممن لم يشاركوا في التمرد إلى صفوف القوات المسلحة الروسية والتعاقد مع وزارة الدفاع، وعودة قوات فاغنر إلى معسكراتها.

خطورة المرتزقة
ومع عودة الأمور إلى طبيعتها رويدا رويدا، علّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على الأمر بأن جهود لوكاشينكو جاءت من منطلق تجنب إراقة الدماء والمواجهة الداخلية، علما بأن قائد فاغنر أوضح أنه قبل بالعرض البيلاروسي “حقنا للدماء” في وقت كانت قواته “على بُعد 200 كيلومتر من موسكو”.
وبعيدا عن احتواء الموقف وما سيتركه من انعكاسات سواء على الحرب الروسية ضد أوكرانيا أو السياسات الروسية بشكل عام فيما يتعلق بالاستعانة بمجموعات عسكرية خاصة، يرى باحثون أن التحرك المفاجئ الذي قام به قائد فاغنر والصداع المستمر الذي سبّبه لبوتين على مدار الأشهر الماضية يوضح خطورة اعتماد الدول على المرتزقة. فمن الممكن أن ينقلب السحر على الساحر فجأة، وتصبح هذه الجماعات المسلحة الخاصة شوكة في خاصرة الدول التي اختارت اللعب بورقتها، وتباغتها بسيناريوهات ربما تُدخل تلك الدول في دوامات من العنف والاقتتال، مما يكبدها خسائر فادحة يعجز أعداؤها عن إلحاقها بها.