“جاء الحياة وغادرها مستعجلا”.. وداع مؤثر من مروة التميمي لطفلها الشهيد أثناء تشييعه (شاهد)

في مشهد مؤثر، ودّعت الفلسطينية مروة التميمي طفلها محمد هيثم التميمي الذي استُشهد أمس وهو لم يكمل بعد عامه الثالث، متأثرًا بإصابته برصاصة إسرائيلية في الرأس أُطلقت عليه الخميس الماضي مع والده الجريح.
ونقلت الكاميرات نظرة الوداع الأخيرة، حيث حملت مروة طفلها ذي العامين، واحتضنته بين الجموع في مشهد مؤثر قبل انطلاق موكب التشييع وسط زغاريد وتكبيرات وهتافات.
وكشفت الأم لوسائل إعلام فلسطينية، ما حدث يوم الخميس الحزين، إذ كان زوجها والطفل -ينادونه “حموده”- ينتظرانها في السيارة أمام المنزل ليذهبا إلى عيد ميلاد ابنة شقيقتها ثم فوجئت بسماع صوت رصاص أشبه برشاش.
وحين هرعت مروة نحو الباب لم تتمكن من الخروج بسبب كثافة الطلقات فيما أصيب زوجها بجروح خطيرة في كتفه ورقبته لم يشعر بهما هلعًا على ابنه الذي أصيب بطلقة مباشرة في الرأس هتّكت دماغه، وظل الأب يصرخ والطفل في حجره “حموده راح، حموده راح”.
وأكدت الأم أن ما حدث بمثابة إهانة لحرمة بيتها وكان مقصودًا ومتعمدًا، وظل الضرب متواصلًا بهدف الإعدام وأن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرضون فيها لإطلاق نار كون المنزل يقابل مباشرة بيوت المستوطنين، حتى أن الطلقات كانت تخترق النوافذ أحيانا وتدخل المنزل.
وقالت “ابني طفل ومظلوم وشهيد. الحمد لله إن ربنا تقبله، هوا جاء الدنيا مستعجل -اتولد قبل موعده في الشهر الثامن واعتقدنا إنه لن يعيش- وغادرها مستعجلًا أيضًا. ربنا كتب له يعيش ثم اختاره شهيدًا”، وختمت وهي تردد “اللهم لك الحمد حتى ترضى”.
وأمس، أعلنت مروة استشهاد طفلها بـ3 كلمات فقط قالت فيها “مبروك الشهادة يا ماما”، وتفاعل المدونون مع عبارتها المؤثرة التي أغرقت المنصات.
تشييع مهيب
وشيعت حشود، اليوم الثلاثاء، جثمان الطفل التميمي من قرية النبي صالح شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة، إلى مثواه الأخير.
وانطلق موكب التشييع من أمام مجمع فلسطين الطبي، وجابوا به شوارع مدينة رام الله، قبل أن ينطلق الموكب الجنائزي إلى مسقط رأسه في قرية النبي صالح، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة، ثم حُمل على الأكتاف نحو مسجد القرية.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمانه، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة القرية، وسط ترديد هتافات منددة بالاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأصيب الطفل ووالده بالرصاص الحي، يوم الخميس الماضي، أثناء وجودهما أمام منزلهما المجاور لحاجز عسكري مقام عند مدخل القرية، وقد نُقل الطفل إلى مستشفى “تل هشومير” الإسرائيلي لخطورة وضعه الصحي، ونُقل والده إلى أحد مستشفيات رام الله.
وباستشهاد التميمي يرتفع عدد الشهداء من الأطفال برصاص جيش الاحتلال منذ بداية العام الجاري إلى 28 طفلًا.