فرنسا.. تمديد اعتقال منفّذ الهجوم على الأطفال واليمين المتطرف يستغل الحادث في حملته ضد الهجرة

رغم الدعوات لعدم تسييس الحادثة، استغل اليمين المتطرف في فرنسا الهجوم الذي شنّه لاجئ سوري، أمس الخميس، في أنسي (شرق) للتنديد بـ”نزعة التوحش” الناتجة من “الهجرة الجماعية”، حسب زعمهم.
ومددت السلطات الفرنسية اعتقال (عبد المسيح.ه) منفّذ الهجوم بسكين الذي أدى إلى جرح 6 أشخاص بينهم 4 أطفال صغار، فيما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته المصابين وأكد تحسّن حالتهم الصحية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد رشقه بالبيض.. محتج يقذف مرشح اليمين المتطرف لرئاسة فرنسا “زمور” بزجاجة (فيديو)
“عار على الديمقراطية الماكرونية”.. انتقادات بعد انتخاب نواب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية من اليمين المتطرف
عمدة بلدية فرنسية يضع العلم الفلسطيني في مكتبه ويثير غضب اليمين المتطرف (فيديو)
وأعرب ماكرون خلال حفل استقبال عن “امتنانه واعتزازه” بعناصر الشرطة والإطفاء ومقدمي الرعاية الصحية والشهود الذين حاولوا التدخل، وقال إن “مهاجمة الأطفال هي أكثر الأعمال وحشية”، وأضاف “هناك أمور غير قابلة للاستيعاب. العنف وراء هذه الأعمال غير مفهوم. يجب ألا نعتاد عليه”.

ومنذ اعتقاله، لم يقدم عبد المسيح أي تفسير لدوافعه و”عرقل احتجازه لدى الشرطة” لا سيما من خلال “التدحرج على الأرض”، وفق مصدر مقرب من التحقيق، وجاء في تغريدة مقتضبة للمدعية العامة لين بونيت ماتيس “مُدّد توقيف المتهم”.
وأكد مصدر قريب من التحقيق أن حالة الرجل “تسمح باحتجازه” بعد خضوعه لفحص نفسي.
وحتى الآن “لا يوجد دافع إرهابي واضح” للهجوم، بحسب النيابة العامة في أنسي.
Attaque d’une lâcheté absolue ce matin dans un parc à Annecy. Des enfants et un adulte sont entre la vie et la mort. La Nation est sous le choc. Nos pensées les accompagnent ainsi que leurs familles et les secours mobilisés.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) June 8, 2023
اليمين المتطرف يندد
ومع توجه ماكرون إلى أنسي، دعت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن الجميع إلى “التحلي بالمسؤولية في هذه الظروف”.
وحذّر المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران من “لعبة التفسيرات والتبريرات الضارّة”، ودعا وزير الاقتصاد برونو لومير إلى “ترك السياسة جانبًا لبعض الوقت”.
لكن تلك التصريحات كانت أشبه بـ”صرخة في واد” إذ إن الهجرة موضوع شديد الحساسية ومثير للانقسام في فرنسا.
واغتنم اليمين المتطرف الفرصة في ضوء تقدمه المستمر منذ سنوات حتى صار قاب قوسين من تولي السلطة.
واليوم الجمعة، سخرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن من تصريحات المسؤولين قائلة “هل هناك سلطة عليا يتعين طلب الإذن منها للحديث عن المشاكل؟”.
وقالت عبر إذاعة “أوربا 1”: “أشعر بأنني مضطرة لتقديم إجابات، وأعتقد أن الفرنسيين ينتظرون منا أن نقدم إجابات”.
يذكر أن لوبن وصلت مرتين إلى الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة في عامي 2017 و2022.
هجرة جماعية
وفور انتشار نبأ الهجوم، الخميس، استنكر العديد من قادة اليمين واليمين المتطرف “الهجرة الجماعية”، وتحدث بعضهم عن “النزعة الإسلامية الراديكالية” و”الإرهاب” قبل أن يتبيّن أن المهاجم مسيحي، وتعلن النيابة العامة أنه تصرف “من دون دافع إرهابي واضح”.
واعتبر رئيس حزب “التجمع الوطني” غوردان بارديلا عبر “تويتر” أنه “يجب إعادة النظر في سياستنا للهجرة برمتها وعدد من القواعد الأوربية”.
وقال نائب رئيس الحزب ديفيد راشلين إن “الهجرة الجماعية لها صلة مباشرة بنزعة التوحش التي تعانيها بلادنا”.
ومثّل الهجوم فرصة ظهور أيضًا لليمين التقليدي الذي يحاول حاليًا فرض مقترحاته في المشروع الجديد للهجرة الذي تسعى الغالبية الرئاسية لصوغه.

وقال رئيس كتلة حزب الجمهوريين أوليفييه مارليكس إن “الهجرة الجماعية غير المضبوطة تقتل”.
وقال رئيس الحزب إيريك سيوتي “علينا أن نستخلص كل العبر دون سذاجة وبحزم ووضوح”.
كما انتقد سيوتي “الإدارة الكارثية للجوء في أوربا”، ودعا إلى عدم “الخضوع للقواعد المفروضة علينا” بعد الآن.
وتشير التصريحات التي تم الإدلاء بها غداة اجتماع أوربي بشأن الهجرة إلى الاتفاق على إلزامية التضامن بين الدول الأعضاء في توزيع طالبي اللجوء.
وعلى غرار العديد من دول الاتحاد الأوربي، اكتسبت قضية الهجرة أهميّة متزايدة في النقاش العام، وهو اتجاه يتصاعد بفعل وصول أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين إلى أوربا.
في هذا السياق، كُتب على منزل نائب من اليسار الراديكالي في مدينة بوردو (جنوب غرب) شعار يقول “مهاجروكم، أماتونا”.
ويتهم اليمين المتطرف اليسار الراديكالي بأنه مؤيد للهجرة الجماعية.