انفجارات وانقطاع بالاتصالات.. احتدام المعارك في الخرطوم والدعم السريع تعلن صد هجوم للجيش (فيديو)

قالت قوات الدعم السريع إنها صدت هجومًا للجيش السوداني على مواقع سيطرتها بمدينة الخرطوم بحري، في حين سُمعت أصوات انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من ضاحية كافوري بشرق المدينة، مع تجدد القتال بين الطرفين اليوم الجمعة.

وذكرت قوات الدعم السريع عبر فيسبوك أنها “تصدت للقوات المهاجمة وسحقتها بالكامل واستولت على 130 مركبة بكامل عتادها، إلى جانب الاستيلاء على عدد من الآليات العسكرية وأسر العشرات من أفراد القوة منهم ضابط برتبة عميد ركن، ومقتل المئات” بحسب ما ذكر البيان.

ولم يصدر تعليق من القوات المسلحة السودانية حتى الآن، على البيان الذي أوردته قوات الدعم السريع.

وكان مراسل الجزيرة مباشر، قد ذكر أن الطيران الحربي التابع للجيش قصف مواقع تابعة لقوات الدعم السريع بضاحية كافوري بشرق مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة، ظهر اليوم. وأفاد مراسل الجزيرة مباشر، بسماع دوي انفجارات عنيفة في أحياء بُري والشاطئ المتاخمة للقيادة العامة للجيش جراء المعارك.

تحليق طائرات وانقطاع في الاتصالات

وقال إن طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية تحلّق بصورة مكثفة في سماء الخرطوم، وإن المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع تواجهها.

من ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة مباشر، بعودة شبكات الاتصال والإنترنت في العاصمة الخرطوم بصورة جزئية بعد انقطاعها ساعات تزامنًا مع احتدام المعارك في أجزاء واسعة من العاصمة.

مقابر جماعية

يأتي ذلك في وقت كشف فيه، مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن 87 شخصًا على الأقل بعضهم من عرقية المساليت دُفنوا في مقبرة جماعية في دارفور بغرب السودان، وأكد أن لديه “معلومات جديرة بالثقة عن مسؤولية قوات الدعم السريع عن ذلك”.

ودُفنت جثث 87 شخصًا على الأقل من (المساليت) وعرقيات أخرى يعتقد أنهم قُتلوا الشهر الماضي بأيدي قوات الدعم السريع وحلفائها في غرب دارفور، بمقبرة جماعية خارج عاصمة الولاية الجنينة، بحسب ما قالته الأمم المتحدة.

ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان (فولكر تورك) إلى إجراء تحقيق سريع وشامل في الحادثة التي وصفها بأنها “مفزعة”.

وقال “أدين بأشد العبارات قتل المدنيين والعاجزين عن القتال، كما أشعر بالفزع من الطريقة القاسية والمهينة التي عومل بها القتلى وعائلاتهم ومجتمعاتهم”.

 

“أدلة على فظائع الدعم السريع”

وفي هذا الصدد، قال رئيس البعثة الأممية بالسودان فولكر بيرتس، تعليقًا على المقابر الجماعية في دارفور، إن الأطراف المتحاربة مسؤولة ويجب أن تحاسب عن الجرائم المرتكبة تحت قيادتها.

وقالت السفارة الأمريكية في الخرطوم، إن التقارير عن مقابر جماعية في مناطق مستيري والجنينة تقدم مزيدًا من الأدلة على فظائع الدعم السريع.

ورحّبت بإعلان مدعي محكمة العدل الدولية التحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالسودان، وقالت يجب أن يتوقف القتال في السودان وأن تكون هناك مساءلة.

القتال يفاقم الأوضاع

ومع قرب دخولها شهرها الرابع، خلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.

وتسبب الصراع في نزوح ما يزيد على 3 ملايين، بما في ذلك أكثر من 700 ألف فرّوا إلى البلدان المجاورة، كما تسبب في تفاقم أزمات في الغذاء والكهرباء والمياه والدواء طالت حياة المدنيين العالقين وسط القتال.

وتضرب الأزمة الإنسانية المتنامية دولة عالقة بالفعل في أزمة اقتصادية مستمرة فترة طويلة، وكان حوالي ثلث السكان بحاجة إلى المساعدات قبل نشوب القتال.

وتعرضت المنازل والمكاتب والمخازن والبنوك للنهب والسرقة والحرق على نطاق واسع، وتعطل العمل بالمستشفيات، وتعطلت التجارة والزراعة، وتضررت البنية التحتية في الخرطوم العاصمة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأسبوع الماضي إن السودان، وهو ثالث أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة “على شفا حرب أهلية شاملة يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة كلها”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان