سوريا تسمح باستئناف إدخال المساعدات الأممية عبر “باب الهوى” والخوذ البيضاء تعلّق

أعلن النظام السوري، في رسالة بعثها إلى مجلس الأمن، أن الأمم المتحدة يمكنها استخدام معبر حدودي مع تركيا لمواصلة إيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا 6 أشهر أخرى.
وورد في الرسالة، التي بعثها النظام أمس الخميس، أن الحكومة السورية تمنح موافقة للأمم المتحدة لاستخدام معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لتواصل نقل المساعدات مدة 6 أشهر أخرى. وشدد النظام، وفقًا للرسالة، على وجوب تسليم المساعدات بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة السورية.
وتضمنت الرسالة طلب توزيع المساعدات في شمال غرب سوريا من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري.
من جهته أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك تلقيه الرسالة، وقال إن الأمم المتحدة تدرسها. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يدفع نحو تجديد العملية 12 شهرًا وليس 6 أشهر فقط.
وفي بيان، قالت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد التي ترأس مجلس الأمن حاليًّا، إن “الأولوية هي أن تصل المساعدات مجدّدًا وسريعًا إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها”، والحصول على ضمانات بشأن “مصيرها”.
والثلاثاء، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يسعى إلى تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود التركية.
يعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية.. فيتو روسي يحرم ملايين السوريين من المساعدات في مناطق المعارضة pic.twitter.com/vgDhX6qJYW
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 12, 2023
وصوتت روسيا ضد القرار الذي يهدف إلى تمديد آلية إيصال المساعدات مدة 9 أشهر من خلال معبر باب الهوى، بعد انتهاء التفويض بشأن الآلية الاثنين الماضي.
وقد صوت 13 من أعضاء مجلس الأمن لصالح القرار الذي صاغته سويسرا والبرازيل، في حين امتنعت الصين عن التصويت، وأصرت روسيا على التمديد 6 أشهر فقط، وقدمت قرارًا منافسًا بهذا الخصوص.
وتسمح هذه الآلية الإنسانية التي بدأت عام 2014، بإيصال المساعدات إلى نحو 4 ملايين شخص في سوريا، يعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية.
وتطالب روسيا وسوريا بضرورة أن تصل المساعدات من داخل البلاد، معتبرتين أن إيصال المساعدات عبر المعابر انتهاك لسيادتها، وهو ما يثير مخاوف المعارضة من خضوع الغذاء والمساعدات الأخرى لسيطرة الحكومة.
“لا يمكن أن يخضع للتفاوض”
وطالبت هيئة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في مناطق المعارضة، مرارًا بضرورة إيصال المساعدات، وانتقدت موقف موسكو، واعتبرت أن موقف روسيا لا يقل خطورة عن دعمها العسكري لنظام بشار الأسد.
وأكدت الخوذ البيضاء، في منشور لها أمس الخميس، أن وصول المساعدات الإنسانية، بكرامة ودون تسييس، هو حق أساسي يجب أن لا يخضع للتفاوض في مجلس الأمن.
وتشهد سوريا نزاعًا داميًا تسبّب منذ اندلاعه قبل أكثر من 12 عامًا في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارًا هائلًا بالبنى التحتية والاقتصاد، وشرّد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
ومنظمة “الخوذ البيضاء” التي اكتسبت خلال أكثر من عشر سنوات من الحرب الأهلية خبرات كبيرة، كانت في الصفوف الأمامية في الشتاء الماضي لإغاثة ضحايا الزلزال الذي أوقع عشرات الآلاف من القتلى في تركيا وسوريا.
اقتلعوا من ديارهم…وهجروا قسراً إلى مخيمات القهر…تحت هذه الخيام في كل نفس صراع مع درجات حرارة لا تطاق… يستحقون الأفضل وملاذ آمنٍ يمكنهم من إعادة بناء حياتهم بما يحفظ الكرامة البشرية.#الخوذ_البيضاء #سوريا #إدلب #حلب pic.twitter.com/RLQWn1zY1O
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) July 13, 2023