أصيب 11 مرة ورُمي في بئر و”نظرة” أنقذته.. مصور فلسطيني بارز يروي قصته مع الاحتلال

المصور الفلسطيني ناصر اشتية غطة ثلاثة عقود من جرائم الاحتلال في نابلس (مواقع فلسطينية)
المصور الفلسطيني ناصر اشتية غطى ثلاثة عقود من جرائم الاحتلال في نابلس (مواقع فلسطينية)

كشف المصوّر الفلسطيني ناصر اشتية الذي أصيب 11 مرة أثناء توثيقه لجرائم الاحتلال، أن الجنود الإسرائيليين الذين يقابلهم عند نقاط التفتيش في الضفة الغربية، غالبًا ما يرتابون، ويسألونه إذا ما كان لا يزال على قيد الحياة.

وقال اشتية الذي اختار عن طواعية أن يكون “مصوّر حرب”، ويعمل من مدينة نابلس التي يبلغ عدد سكانها 120 ألف نسمة في شمال الضفة، أنه غطّى الكثير من الحروب والجنازات ووقف على وحشية الاحتلال.

صورة التقطها ناصر اشتية لمسنّة فلسطينية تبكي وهي تعانق شجرة زيتون قطعها مستوطنون قرب نابلس في 2005

“عالقة بذهني”

وأضاف “منذ بدأت العمل قبل 3 عقود أصبت 11 مرة، لكن الحادثة الأخيرة ظلت عالقة بذهني”.

وقال إنه قبل 18 شهرًا، كان يلتقط صورًا في قرية مجاورة من ضواحي نابلس عندما أطلق جندي النار عليه من مسافة 6 أمتار، ولم يكن هناك توتر ولم يكن يرتدي خوذة، وأصابت الرصاصة المطاطية جمجمته.

“نظرة أنقذت حياتي”

وأضاف في اللحظة الأخيرة “نظرت خلفي إلى بعض الأطفال”، وهو يعتقد الآن أن النظرة إلى الوراء ربما أنقذت حياته، مشددًا أنه ما زالت لديه ندبة باهتة لإثبات ذلك.

وتابع اشتية أنه لم يكلّف نفسه عناء الإبلاغ عن الحادث لأنه اشتكى عشرات المرات، ولم يتم فعل أي شيء على الإطلاق، وشدد قائلًا “يقع اللوم دائمًا على الصحفي”.

وفي الشهر الماضي، أدانت كل من منظمة مراسلون بلا حدود والاتحاد الدولي للصحفيين، الهجمات “المنهجية على الصحفيين الفلسطينيين، وثقافة الإفلات من العقاب داخل قوات الأمن الإسرائيلية”.

صورة التقطها ناصر اشتية لطفلة تقف أمام دبابة إسرائيلية في نابلس-إبريل 2003 (أسوشيتد برس)

“أكثر الجروح إيلامًا”

وأوضح اشتية أن أكثر الجروح إيلامًا، على حد قوله، عندما أصيب في قدمه ذات مرة برصاصتين مطاطيتين، واضطر للبقاء في البيت لأشهر.

وتابع “كانوا يريدون مهاجمة الصحفيين، ولذلك فهم يطلقون النار على الجدران أو على الحفر، لذلك نُصاب بالارتدادات”.

وإلى جانب جروح الرصاص، يقول اشتية إنه سُجن مرات عدة، وكثيرًا ما تم تحطيم كاميرته، وتعرض لهجمات مستوطنين في كثير من الأحيان.

“رموني في البئر”

وفي عام 2004، عندما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون بإزالة المستوطنات القريبة من نابلس، ألقى المستوطنون اشتية في بئر وتركوه لكي يموت وحيدًا، لولا أحد الجنود أخرجه ونقله إلى المستشفى في الوقت الذي كان في غيبوبة، وتناقلت التقارير وفاته على نطاق واسع.

وخلص اشتية إلى القول بأن تجربته المهنية وما شاهده من أحداث قتل يومي على أيدي الجنود الإسرائيليين قادته إلى الاقتناع بكره الحرب والدم.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي

إعلان