“نار نار”.. لاجئ سوري يصف درجات الحرارة في مخيمات لبنان (فيديو)

رصدت الجزيرة مباشر معاناة اللاجئين السوريين في مخيم (القليعات) شمالي لبنان وسط ارتفاع الحرارة إلى مستويات قياسية بلغت 40 درجة مئوية، وهي معدلات غير مسبوقة في لبنان الذي لم يتعود سكانه عليها، فضلًا عن سكان المخيمات.

ويتكون الجزء الأكبر من خيام اللاجئين من النايلون والبلاستيك للوقاية من برد الشتاء، إلا أنه يرفع درجات الحرارة داخل الخيام بشكل كبير في فصل الصيف.

وبينما يحتمي الناس عادة ببيوتهم مع ارتفاع درجات الحرارة، ويُشغلون المراوح والمكيفات، فإن اللاجئين يهربون من الخيمة بسبب ارتفاع الحرارة داخلها أكثر من خارجها.

وفي هذه الأثناء، وللتخفيف من حرارة الشمس، يقوم سكان مخيم القليعات باستخدام وسائل بدائية للغاية تمكنهم من التخفيف قدر الإمكان من معدلات الحرارة المرتفعة.

وظهرت امرأة وهي ترش المياه على خيمتها من الخارج، وقالت إن ذلك يخفف من الحرارة داخل الخيمة، مشيرة إلى أن الأطفال يصابون بالأمراض نتيجة هذا الحر.

وأضافت أنها تقوم بذلك مرات عدة في النهار، ربما كل 15 دقيقة ترش الخيمة بالمياه، لافتة إلى أن هذا هو أول عام ترتفع فيه درجات الحرارة بهذا الشكل.

وقال مُسن سوري إن أسعار الكهرباء في لبنان مرتفعة للغاية، ولا يمكنهم الحصول عليها، ويكتفون بالكهرباء التي توصلها الحكومة نحو ساعة فقط يوميًّا. وأشار إلى أن المياه التي يعتمدون عليها بشكل أساسي للتخفيف من حرارة الشمس، يأتون بها في رحلة معاناة عبر جبل بعيد عنهم كل 3 أيام.

وفي مشهد لافت آخر، ظهر لاجئ سوري وهو يرش الأطفال بالمياه ويغمر رؤوسهم بها، وقال إن ذلك يحميهم من الشمس والإصابة بالأمراض، وقام هو أيضًا بإلقاء دلو المياه على نفسه، واصفًا درجات الحرارة بأنها “نار نار”.

وقالت زوجته إن أطفالها يستحمون مرات عدة يوميًّا للتخفيف من وطأة الحر، مؤكدة أنه لا يوجد بيدها أي شيء غير ذلك.

وظهرت امرأة أخرى وهي تغمر اللحاف بالمياه، ثم وضعته داخل الخيمة ليجلسوا عليه، وقال زوجها إن ذلك يخفف من درجة الحرارة المرتفعة، ويمكّن الأطفال من المكوث داخل الخيمة برهة من الوقت بعيدًا عن الشمس الساطعة في الخارج، لافتًا إلى أنهم يغمرون اللحاف من جديد كلما جف.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية كبيرة، تسببت في صعوبة توصيل الكهرباء إلى المواطنين بشكل دائم، وبالطبع طالت هذه الأزمة مخيمات اللاجئين، وأكد سكان المخيم أن الكهرباء لا تصل إليهم إلا ساعة واحدة فقط يوميًّا، وهو ما يفاقم من معاناتهم، سواء في الصيف أو في الشتاء.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان