أطفال وشيوخ على فراش الموت.. الاحتلال يحرم مرضى السرطان في غزة من الدواء (فيديو)

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة المحاصَر، من النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية اللازمة لمرضى السرطان.

وقالت في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، إن 45% من أدوية علاج السرطان غير متوفرة في القطاع خلال الأشهر الماضية، وطالبت منظمة الصحة العالمية بالعمل الجاد لتوفير الأدوية. وأفادت وزارة الصحة بأنها لم تتمكن من توفير أدوية مرضى الأورام خلال الأشهر الستة الماضية.

وأفاد الدكتور صبحي سكيك مدير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في غزة، بوجود “ما يزيد على 9 آلاف مريض بالسرطان بنسبة سنوية تتراوح بين 2000 و2500 مريض، يتوفى ثلثهم تقريبًا”، مضيفا أن نسبة وفيات مرضى السرطان لديهم هي الأعلى في العالم.

وقال سكيك لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، إن إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية أوضحت أن عدد المصابين بالسرطان في غزة كانت سنة 2000، لا تتجاوز 60 مصابا بين كل 100 ألف مواطن وقد ارتفع العدد إلى 90 سنة 2020، وفي السنة الجارية زاد إلى 93.1 بين كل 100 ألف.

وقال الطبيب إن تقارير الصحة العالمية تشير إلى أن العدد سيتضاعف في غزة سنة 2040، مشيرًا إلى أنها مشكلة كبيرة، إذ ينطلق علاج مريض السرطان من الدواء قبل الانتقال إلى الجراحة أو الأشعة.

وأوضح مدير مستشفى الصداقة أن شح الأدوية يشمل الباهظة الثمن والزهيدة أيضًا، مشددًا على أن المواطنين المرضى والمصابين بالسرطان تحديدًا، وإن كانوا تحت الاحتلال، يستحقون الوصول إلى العلاج مثل باقي المرضى في العالم.

وقال سكيك إن جزءًا كبيرًا من مرضى السرطان يمكنهم الشفاء من المرض في حال الحصول على الرعاية الطبية اللازمة والأدوية، إلا أن عدد المرضى الذين وصلوا إلى مراحل متأخرة من المرض مرتفع.

وعزا الطبيب وصول هؤلاء إلى مراحل متقدمة من المرض إلى منع سلطة الاحتلال، ما يقارب 40% منهم من تلقي العلاج خارج القطاع المحاصَر، وخص بالذكر أطفالًا وشيوخًا ونساءً على فراش الموت.

وقال الدكتور سكيك، إن وزارة الصحة الفلسطينية تقوم بمجهودات كبيرة اتجاه مرضى السرطان في القطاع، وإنهم يوجدون جميعهم في مركز مختص داخل مستشفى الصداقة، وينظم المركز حملات لجمع التبرعات.

ويرى مدير المستشفى أن السبيل الوحيد للحد من ارتفاع عدد مرضى السرطان في غزة، وعلاج المصابين، هو الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتمكين المرضى من تلقي علاجهم.

ووثق الدكتور سكيك حالة مريض قبلت سلطات الاحتلال سفره إلى الضفة الغربية لتلقي العلاج، إلا أنه جرى اعتقاله هناك وأدخل إلى السجن وهو مصاب بالمرض، ولم يطلقوا سراحه إلا بعد شهر.

وحث المتحدث عبر الجزيرة مباشر، المجتمع الدولي على إيجاد حل لمرضى السرطان في غزة، بفتح ممر لهم سواء إلى باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة أو إلى الدول المجاورة مثل مصر والأردن.

وذهب سكيك إلى أنه “لا يعقل أن يموت مرضى السرطان لمجرد منعهم من تلقي العلاج الذي يمكن أن يجعل وضعهم أفضل”.

ولفتت الوزارة إلى أن عدم توفر العلاج الإشعاعي والمسح الذري بسبب المنع الإسرائيلي يهدد حياة مئات المرضى، وأوضحت أن العلاج الكيمياوي يتوفر داخل المستشفى بنسبة بسيطة تصل إلى 50%، في حين أن المرضى يواجهون ظروفًا خطيرة بسبب نقص هذا العلاج.

وفي مايو/ أيار الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إن الشعب الفلسطيني ما زال يواجه عقبات كبيرة في حقه في الصحة، وبحسب تقرير صدر عن المنظمة آنذاك، فإن نسبة توفر الأدوية في المخزن المركزي بقطاع غزة من عام 2019 إلى عام 2021، وصلت إلى 55%.

ويشهد القطاع الصحي في فلسطين تدنّيًا ملحوظًا ونقصًا في المستلزمات الطبية، بسبب الإجراءات الإسرائيلية وتشديد حصار الاحتلال على قطاع غزة منذ نحو 16 عامًا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان