قلق عالمي بشأن إمدادات الغذاء.. أبرز ردود الفعل الدولية على انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب

سفينة شحن مليئة بحبوب القمح للتصدير بميناء نيكولايف في أوكرانيا (غيتي - أرشيفية)

رفض الكرملين، الاثنين، تمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، الحيوي للأمن الغذائي العالمي، في قرار أتى بعد ساعات من هجوم أوكراني دمر جزئيًّا، للمرة الثانية منذ بدء الحرب، جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو إليها عام 2014.

وسارع الأمين العام للأمم المتحدة إلى التحذير من أن مئات الملايين في العالم “سيدفعون الثمن” جرّاء القرار الروسي.

وبحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع غوتيريش المستجدات المتعلقة باتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود.

وانضمت الولايات المتحدة إلى الاحتجاج على القرار، قائلة إن موسكو “تمارس الألاعيب السياسية” على حساب حياة الشعوب.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “نتيجة ما قامت به روسيا اليوم من استخدام الغذاء كسلاح، سيكون جعل وصول الغذاء إلى الأماكن التي في حاجة ماسّة إليه أكثر صعوبة، إضافة إلى زيادة الأسعار”، مضيفًا “خلاصة القول إن (ما حصل) غير مقبول”.

وكتب آدام هودج المتحدث باسم مجلس الأمن القومي عبر تويتر “تعليق روسيا مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود سيفاقم من انعدام الأمن الغذائي، ويضر بملايين الأشخاص الضعفاء في العالم”.

وأضاف “لقد ساعدت المبادرة في خفض أسعار الغذاء، التي قفزت قفزة هائلة نتيجة للغزو الروسي الوحشي غير المبرَّر لأوكرانيا”.

يُذكر أن الاتفاق سمح لأوكرانيا بتصدير أكثر من 30 مليون طن من الحبوب عبر البحر الأسود منذ الصيف الماضي، رغم الحصار من قِبل روسيا.

وبررت روسيا قرارها تعليق مشاركتها في الاتفاق بالقول إن الجزء الثاني من الصفقة، المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، لم يتم تنفيذه بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، حيث تعاقب شركات التأمين وخدمات الموانئ السفن التي تتعامل مع روسيا.

وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ القرار الروسي، وأضاف في تغريدة له على تويتر أن روسيا من خلال حربها في أوكرانيا، تواصل إلحاق الضرر بملايين الأشخاص في العالم.

وأدانت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين “بشدة” إعلان موسكو، واصفة إياه بـ”الوقح”.

وأدانت باريس القرار الروسي، مطالبة موسكو بـ”وقف ابتزازها للأمن الغذائي العالمي”.

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان “روسيا وحدها مسؤولة عن عرقلة الملاحة في هذا المجال البحري، وتفرض حصارًا غير قانوني على الموانئ الأوكرانية”، مطالبة روسيا بـ”التراجع عن قرارها”.

في المقابل، أعلنت أوكرانيا رغبتها بالاستمرار في تصدير حبوبها عبر البحر الأسود، سواء أعطت موسكو ضمانات أمنية لسفن التصدير أو لم تعطها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لسنا خائفين”.

وأتى موقف زيلينسكي بعد أن تلقى خلال زيارة إلى إسطنبول، مطلع يوليو/تموز الجاري، دعم نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مما أثار غضب موسكو.

لكن بالنسبة إلى موسكو، فإن الاتفاق هو اليوم في حكم الميت، وإحياؤه ممكن فور تلبية شروطها.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “اتفاق البحر الأسود انتهى عمليًّا اليوم”.

وأضاف “ما أن يلبَّى الجزء المتعلق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فورًا إلى اتفاق الحبوب”.

وأُبرمت هذه الاتفاقية في يوليو 2022 على ضفاف البوسفور، وتم تجديدها مرتين حتى اليوم، وقد أتاحت خلال العام الماضي تصدير نحو 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، رغم الحرب.

وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود، التي وقعتها روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، إلى التخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.

وعلى الرغم من إعلان الكرملين، فقد أبدى أردوغان ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاق.

من جانبها، دعت برلين روسيا الى تمديد العمل بالاتفاق، مؤكدة أهميته للأمن الغذائي العالمي.

أما لندن التي أعربت عن خيبة أملها إزاء قرار موسكو، فقالت إن بوتين يواصل استخدام الطعام كسلاح، وإنها “ستواصل المحادثات”.

وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصًا غذائيًّا حادًّا مثل أفغانستان والسودان واليمن.

وأعلنت الأمم المتحدة، مساء الاثنين، انتهاء تفتيش آخر سفينة شحن محمَّلة بالحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، موضحة أن عملية التفتيش هذه تحمل الرقم 1972 منذ الأول من أغسطس/آب 2022.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان