رام الله.. تشييع شهيد بالزغاريد والتكبيرات وأمه تلقي كلمة مؤثرة في وداعه (فيديو)

شيّع عشرات الفلسطينيين، اليوم السبت، جثمان الشهيد محمد البايض (17 سنة) في بلدة جفنا شمالي رام الله، الذي قتل أمس الجمعة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر لحظات الوداع الأخيرة في منزل الشهيد، التي حضرتها عائلته وذويه، وحمل جثمان الشهيد إلى مثواه بالزغاريد والتكبيرات.
وهتف المشيعون “محمد ما مات.. محمد شمعة مضوية.. ضحى بدمه لأجل القدس العربية”، وزادوا “ارفع ايدك وعلّي.. الموت ولا المذلة”، و”يا أم الشهيد هنيّا لك يا ريت أمي بدالك”.
وظهرت عبر الجزيرة مباشر رباطة جأش أم الشهيد محمد البايض، التي بدت صامدة وهي تودع جثمان ابنها وتطبع القبلة الأخيرة على جبينه.
إلقاء نظرة الوداع على الشهيد محمد فؤاد البايض في المستشفى الاستشاري برام الله. pic.twitter.com/h8zmjMjlF4
— قناة فلسطين اليوم (@Paltodaytv) July 21, 2023
وكانت الأم قد عبّرت عن الصمود والصبر، ليلة أمس الجمعة، في المستشفى حيث ودعت الشهيد، ورددت الأم المكلومة كلمات مؤثرة قالت فيها “أنا أمه وفش حدا أحن عليه مني، بس الله يرمي ع قلبي الصبر”.
وظهرت الأم وهي تثني الحاضرين عن البكاء، قائلة “هذا قضاء الله وقدره هو رايح عند اللي أحن مني ومن جميع الناس عليه، الله كتب له ياها وأنا راضية الحمد لله، الله يصبرني”.
وقالت أم الشهيد إن محمدًا “عاش في أم صفا وفي المخيم ودير دبوان”، وتابعت “أنا أفتخر بالقرى الثلاث، التي لم يقصر أهلها، وعندما استشهد ابني رأيت نخوة الشباب”.
واستشهد محمد فؤاد عطا البايض متأثرًا بإصابته بالرصاص الحي في رأسه، خلال مواجهات اندلعت الجمعة، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في قرية أم صفا شمال رام الله.
وأظهر مقطع فيديو، نشرته وسائل إعلام فلسطينية، الشهيد محمدًا في مواجهة مع قوات الاحتلال رفقة عدد من الشباب قبل استشهاده بدقائق.
مشاهد حصرية للفتى محمد البايض قبيل ارتقائه برصاص الاحتلال في أم صفا برام الله. pic.twitter.com/i1tFcz6cXJ
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 21, 2023
وأفادت وزارة الصحة، بوصول إصابتين خطيرتين برصاص الاحتلال الحي في الرأس والبطن إلى المستشفى الاستشاري من قرية أم صفا، قبل أن يعلن الأطباء استشهاد البايض.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عددًا من المواطنين أصيبوا أيضًا بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت عقب اقتحام الاحتلال القرية.
وأكد محمد الحايك المسعف في جمعية الإغاثة الطبية، للوكالة الفلسطينية، أن إطلاق الرصاص الحي صوب المتظاهرين في قرية أم صفا ازداد حدة بعد مغادرة الطواقم الصحفية للموقع.
وأشار إلى أن التشخيص الأولي في الميدان للإصابات التي لحقت بالشهيد والجريح؛ تدلّ على أن قوات الاحتلال كانت تبيت نية القتل العمد، حيث تم إطلاق النار بشكل مباشر على الشابين وصوب المناطق العلوية من جسديهما.
"أنا إمه وفش حدا أحن عليه مني، بس الله يرمي ع قلبي الصبر".. كلمات مؤثرة قالتها والدة الفتى محمد البايض الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال في قرية إم صفا برام الله pic.twitter.com/Fdbzs61jMI
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 21, 2023
من جهتها، قالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، إن ما حدث في قرية أم صفا جريمة اغتيال مقصودة في حق طفل يبلغ من العمر 17 عامًا، وهو ما يطرح تساؤلًا عن القوانين الدولية ودور مؤسسات حقوق الإنسان التي تكتفي باستنكار جرائم الاحتلال وتقديم التعازي لذوي الضحايا.
وأضافت أن هذه الجرائم التي تقترف في حق مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني وفئاته من قبل منظومة متطرفة أعطت الضوء الأخضر لاستهداف كل ما هو فلسطيني، عبر هجمات المستوطنين وجنود الجيش الذي يفترض أن يعمل وفق قواعد اشتباك، ولكنه يأتي بنية القصد.
وشددت على أن استمرار الصمت الدولي سيُبقي الباب مفتوحًا أمام المزيد من جرائم الاحتلال، بما يحتم على الفصائل الفلسطينية أن ترص الصفوف وتعود للوحدة الوطنية.

بدوره، أكد رئيس مجلس أم صفا مروان صباح، أن “قوات الاحتلال أعدمت بجريمة إطلاق نار وبدم بارد طفلًا لم يتجاوز من العمر 17 عامًا.
وأضاف “خرجنا في مسيرة سلمية رافضة لوجود المستوطنين على مدخل القرية الجنوبي ومسعاهم لإقامة بؤرة استيطانية، وباغتت قوات الاحتلال المشاركين وأطلقت قوات الاحتلال النار صوبهم من بين المنازل بشكل مباشر بهدف القتل، في جريمة يندى لها الجبين”.
وتشهد أم صفا منذ أسابيع هجومًا متواصلًا من قبل المستوطنين، الذين أحرقوا منازل المواطنين ومركباتهم، وأطلقوا الرصاص الحي صوب منازلهم ومنشآتهم.
وأدت المواجهات قبل نحو أسبوعين إلى استشهاد الشاب عبد الجواد حمدان صالح (24 عاما) من قرية عارورة المجاورة، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الحي، في قرية أم صفا.