بين حصار وهجمات الاحتلال.. جنين “العصيّة” ومخيمها يعودان إلى الواجهة (فيديو)

عادت مدينة جنين الفلسطينية ومخيمها للاجئين إلى الواجهة بعدما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي ضربات بطائرات مسيّرة على المدينة الواقعة بالضفة الغربية البارحة، للمرة الثانية في أقل من أسبوعين.
ومع سماع دوي إطلاق النار والمتفجرات في أنحاء المدينة بعد ساعات من هجوم إسرائيلي واسع، وتحليق طائرات مسيّرة على ارتفاع منخفض، قالت كتيبة جنين التي تضم فصائل مسلحة مختلفة تتمركز في مخيم اللاجئين الكبير بالمدينة، إنها تخوض اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وشوهدت 6 طائرات مسيّرة على الأقل تحلق فوق المدينة والمخيم المكتظ بالسكان الذي يضم نحو 14 ألف نسمة في أقل من نصف كيلومتر مربع.
"الأكبر منذ الانتفاضة الثانية".. جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى وخلفت دمارا كبيرا في أرجاء المخيم pic.twitter.com/U8FMk6Tppq
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 3, 2023
“حكاية جنين ومخيمها”
ومدينة جنين هي أكبر مدن محافظة جنين، وتقع في شمال الضفة الغربية، وتبعد عن القدس مسافة 75 كيلومترا إلى الشمال، وتطل على غور الأردن من ناحية الشرق، وتقع المدينة على السفح الشمالي لجبال نابلس على الجانب المطل على مرج ابن عامر.
تأسس مخيم جنين عام 1953 على الطرف الغربي الجنوبي من مدينة جنين على مساحة من الأرض تبلغ 0.42 كيلو متر مربع.
رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو العالم إلى وقف العدوان على #جنين فورا وإيقاع كل عقوبة ممكنة بإسرائيل#مخيم_جنين #فلسطين pic.twitter.com/SCGFUiKyu6
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 3, 2023
ويسكن المخيم لاجئون فلسطينيون اضطروا إلى الرحيل عن ديارهم في منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل عام 1948، وبسبب قرب المخيم من القرى الأصلية لسكانه، فإن العديدين منهم لا يزالون يحافظون على روابط وثيقة بأقاربهم داخل الخط الأخضر.
ويبلغ عدد سكان المخيم اليوم نحو 14 ألف نازح يعملون في قطاعات مختلفة من الزراعة والتجارة، إضافة إلى الوظائف الحكومية في السلطة، والعمل داخل إسرائيل.

أحداث وحصار
وشهد المخيم العديد من الأحداث كباقي الأراضي الفلسطينية خلال الانتفاضتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000.
وكان الحدث الأبرز الذي شهده، حصار القوات الإسرائيلية له في إبريل/ نيسان عام 2002، وقد أطلق عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفت حينها “جنين غراد” تشبيهًا له بحصار مدينة ستالينغراد الروسية التي صمدت في الحرب العالمية الثانية رغم الحصار الألماني الطويل لها.
واستمر القتال داخل المخيم بعد حصاره مدة 10 أيام منع خلالها الجيش الإسرائيلي دخول سيارات الإسعاف والعاملين في القطاع الطبي والإنساني إلى المخيم بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وأدت المصادمات حينها حسب تقارير الأمم المتحدة إلى استشهاد ما لا يقل عن 52 فلسطينيا نحو نصفهم من المدنيين، وإلى مقتل 23 جنديا إسرائيليا، وإصابات كثيرة.
وتم خلال هذه المعركة تدمير نحو 150 بناية، وهو ما ترك نحو 435 عائلة بلا مأوى.

كتيبة جنين
عاد مخيم جنين إلى الواجهة مرة أخرى مع ظهور تشكيل مسلح جديد عام 2021 بعد سنوات من الهدوء، يحمل اسم (كتيبة جنين)، ويضم عناصر من تنظيمات الجهاد الإسلامي وحركتي فتح وحماس وعناصر لا تنتمي إلى تنظيمات سياسية.
ولا يعرف العدد الحقيقي لأفراد كتيبة جنين وإن كان يظهر العشرات منهم خلال العروض العسكرية أو أثناء المشاركة في تشييع مقاتلين سقطوا خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
ويستخدم أفراد هذه المجموعة خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية قنابل بدائية محلية الصنع.
ولا يقتصر أفراد هذه المجموعة المسلحة على أبناء المخيم فهناك عناصر من مدينة جنين والقرى المجاورة ينضمون إلى هذه المجموعة ويشاركون معهم في القتال خلال الاشتباكات التي تحدث من وقت إلى آخر.
وشكلت منطقة جنين بمخيمها ومدينتها وقراها أحد الأهداف الرئيسية لعملية (كاسر الأمواج) التي أطلقتها إسرائيل مع بداية إبريل عام 2022 في الضفة الغربية، وقالت إن الهدف منها منع وقوع عمليات فلسطينية مسلحة واعتقال من يخططون لتنفيذ مثل هذه العمليات.
وفي 11 مايو/ أيار الماضي استشهدت مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة أثناء مداهمة الجيش الإسرائيلي لأطراف مخيم جنين، ورفضت الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بالمسؤولية عن قتلها.