مقتل نائل.. باحث سياسي: إشكاليتان تعقّدان الأزمة في فرنسا وتجعلان السيناريو قابلا للتكرار (فيديو)

توقع الباحث السياسي صلاح القادري تكرار الأزمة التي تمر بها فرنسا بعد مقتل مواطن فرنسي من أصول عربية، وذلك بسبب ما وصفه بـ”التعامل الخاطئ” من جانب السلطات وتعاطيها مع الأزمة.

وقال القادري لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، إن الإشكالية الكبيرة هو استمرار الحكومة الفرنسية في التعامل الأمني مع هذه القضية التي تحتاج إلى معالجة أكبر وأعمق من ذلك بكثير.

وأشار إلى أن المعالجة الأمنية “آنية ومفعولها لا يدوم طويلًا”، وقال “هذه القضية تحتاج إلى معالجة الأسباب من جذورها، وبدلًا من التعامل مع نتائج الأزمة، يجب العمل على المعالجة المجتمعية التي يكون لها أثر أعمق وبعيد المدى”.

وأضاف “الادعاء أنه لا توجد عنصرية لدى بعض أفراد الشرطة الفرنسية خطأ، لأن هناك تحقيقًا لأحد المواقع الفرنسية أكد وجود أفكار فاشية لدى قطاعات ليست بالبسيطة في المؤسسات العسكرية والأمنية التي تؤمن أيضًا بأفكار عنصرية ضد المواطنين الفرنسيين من أصول عربية أو إفريقية”.

وتابع “لا يمكن إغفال ارتفاع معدل قتل الشرطة لمواطنين من أصول عربية وغيرها، لذلك يجب استدعاء الرأي العام الفرنسي، وكذلك المؤسسات وجمعيات المجتمع المدني التي تعيش داخل هذه الأحياء، والقيام بحركة مجتمعية شاملة يشارك فيها الساسة والمثقفون والنخبة وأفراد المجتمع كافة، لحل الأزمة جذريًّا”.

والأطفال أيضًا

وعن سلوك المتظاهرين، قال الباحث السياسي “في الأحداث الشبيهة السابقة، كان القائمون على المظاهرات شبانًا من عمر 20 إلى 30 عامًا، وكانت مطالبهم واضحة وصريحة، وكان يمكن التفاوض مع هؤلاء”.

وأضاف “بينما الإشكالية الحالية أن المظاهرات الجارية تضم أطفالًا تتراوح أعمارهم من 14 إلى 18 عامًا”، لافتًا إلى أن الكثير من الموقوفين لدى الشرطة حاليًّا هم بالفعل أطفال في هذا العمر الصغير.

وتابع “بالتالي هناك إشكالية في التعامل معهم لأنه مراهقون، ويصعب التحكم والتفاوض معهم”.

ومنذ مقتل نائل (17 عامًا) يوم الثلاثاء الماضي بيد أحد أفراد الشرطة، عمّت المظاهرات أرجاء فرنسا، وأضرم المحتجون النيران في سيارات ونهبوا متاجر واستهدفوا مقار بلديات ومباني أخرى بما في ذلك مهاجمة منزل فينسون جان برون رئيس بلدية ضاحية لإي لي روز في باريس يوم السبت في حين كانت زوجته وأطفاله نائمين داخل المنزل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان