السودان.. قتلى مدنيون مع تواصل الاقتتال ووالي شمال دارفور يحذر من نفاد مخزون الغذاء

قُتل عدد من المدنيين السودانيين في أنحاء متفرقة من البلاد، جرّاء تواصل الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي اندلع بصورة غير متوقعة منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي، وراح ضحيته المئات.

وأفاد مراسل الجزيرة مباشر بمقتل 6 مدنيين وإصابة 4 آخرين جرّاء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي السودان. ونقل المراسل عن مصادر محلية في إقليم دارفور سماع أصوات إطلاق نار من أسلحة خفيفة وثقيلة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي البلاد.

وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن طفلين وامرأة قُتلوا جرّاء سقوط قذيفة في حي اللاماب جنوب وسط الخرطوم مع تواصل المعارك، كما أفاد بوقوع اشتباكات بين الجيش والدعم السريع بأحياء البستان والمهندسين والمنصورة في مدينة أم درمان غربي العاصمة.

الجيش يتهم الدعم السريع بقتل مدنيين

من جانبه، أعلن الجيش السوداني، مساء أمس السبت، مقتل 5 مدنيين بينهم 4 أطفال من أسرة واحدة بقصف مدفعي لقوات الدعم السريع على حي سكني جنوبي الخرطوم.

واتهم الجيش في بيان قوات الدعم السريع بقصف حي الرميلة بجوار سلاح المدرعات -جنوبي الخرطوم- بالمدافع، وقال إنها “تواصل انتهاكاتها بحق المدنيين، وتقوم بمحاولات لتهجيرهم قسريًّا من منازلهم للاستيلاء عليها واستخدامها للأغراض الحربية”.

وقال البيان إن القصف أدى إلى مقتل أسرة من 4 أطفال وإصابة والدتهم إصابة بليغة، كما قُتلت امرأة أخرى في الحي نفسه متأثرة بجروحها.

تمشيط في أم درمان

وفي السياق، نشر الجيش مقطع فيديو، قال إنه لقواته وقوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة، حيث نفّذا عملية تمشيط في سوق أم درمان القديم وأحياء (بيت المال والعرب والشهداء) بمدينة أم درمان.

وضع إنساني صعب في دارفور

يأتي ذلك في وقت حذر فيه حاكم ولاية شمال دارفور من تدهور الوضع الإنساني بالولاية، موضحًا أن ما تبقي من مخزون الغذاء يكفي لمدة 3 أسابيع فقط.

وقال حاكم الولاية للأناضول “الوضع بات ينزلق إلى الأسوأ، وما تبقى من مخزون الغذاء يكفي لمدة 3 أسابيع فقط، نتيجة لاستنفاد المخزون الاستراتيجي من الغذاء وغياب الاستجابة الدولية”.

وأكد الحاكم أن السلطات المحلية غير قادرة على احتواء الأزمة أكثر من ذلك، وناشد وكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني الإسراع بتقديم المساعدات إلى المتضررين.

ودعا حاكم ولاية شمال دارفور إلى وقف القتال (بين الجيش وقوات الدعم السريع)، والعمل علي فتح مطارات إقليم دارفور لاستقبال المساعدات الإنسانية الدولية.

ومنذ منتصف إبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات في مدن عدة، مما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.

الجهود الدبلوماسية

وفي إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف القتال وإيجاد حل سلمي للحرب في السودان، ذكرت وكالة الأنباء السعودية في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، تلقّى اتصالًا هاتفيًا مساء السبت، من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، بحثا خلاله “عودة الاستقرار”.

وقالت الوكالة “جرى خلال الاتصال بحث مستجدات الأوضاع في جمهورية السودان الشقيقة” حيث أكد الوزير “أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية”.

كما جدد الوزير السعودي “دعوة المملكة بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري، واللجوء إلى حل سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق”.

وكانت وزارة الخارجية السودانية قد ألقت اللوم على قوات الدعم السريع، في تعثر مباحثات جدة التي تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ أشهر.

وأفادت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية بأن سبب تعثر المفاوضات التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة في جدة (غربي المملكة) “تعنت قوات التمرد”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان