9 منهم في قبر جماعي.. تشييع شهداء جنين في جنازة مهيبة (فيديو)

شيّع آلاف الفلسطينيين في موكب جنائزي مهيب، اليوم الأربعاء، شهداء جنين ومخيّمها شمالي الضفة الغربية بعد عملية عسكرية واسعة للجيش الإسرائيلي استمرت يومين.

وشاركت حشود غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني -بحضور ممثلين عن الفصائل- في موكب تشييع الشهداء من أمام المستشفى الحكومي في جنين بعد إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم من ذويهم وعائلاتهم.

وحمل المشيعون جثامين الشهداء على الأكتاف، وجابوا بها شوارع جنين ومخيمها قبل مواراتها الثرى، وسط هتافات غاضبة تمجّد الشهداء وتطالب بالرد على عدوان الاحتلال.

وقبيل التشييع، أظهرت لقطات تجهيز قبر جماعي لـ9 من شهداء جنين في مقبرة المخيم الجديدة، أما بقية شهداء العدوان الـ3 فقد جرت مراسم تشييعهم أمس الثلاثاء وصباح اليوم، في بلدات اليامون وفحمة وميثلون.

وبالتزامن مع مراسم التشييع، عمّ إضراب شامل مدينة جنين، وأغلقت المحال التجارية أبوابها. وأطلق مسلحون ملثمون النار في الهواء، وسط هتافات منددة بالاحتلال الإسرائيلي، وأخرى داعمة للمقاومة.

وأدى عدوان الاحتلال الذي وُصف بأنه الأعنف منذ عام 2002، إلى استشهاد 12 فلسطينيًّا بينهم 5 أطفال وأكثر من 140 مصابًا وُصفت حالة 30 منهم بالخطرة، وتضمّن غارات جوية واشتباكات مسلحة.

في المقابل، قُتل جندي إسرائيلي وأُصيب أخر برصاص مقاومين فلسطينيين قبيل انسحاب قوات الاحتلال من جنين في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء.

وبدأ آلاف من سكان مخيم جنين العودة إلى منازلهم التي نزحوا منها خلال العدوان الإسرائيلي وسط دمار وأضرار واسعة في البنى التحتية والمنازل.

وخلّف العدوان على مدينة جنين ومخيمها أضرارًا جسيمة بممتلكات المواطنين، وتدمير العديد من المركبات، وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول سيارات الإسعاف إلى بعض المنازل لإجلاء المصابين، وأرغمت مئات المواطنين من أهالي مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم.

وبدأت طواقم بلدية ووزارية عمليات حصر الأضرار ومعاينة المنازل التي تعرضت للأضرار، وتحديد آلية التعامل مع تلك الآيلة للسقوط منها، والعمل على إصلاح شبكات المياه والكهرباء المتضررة.

ووصف الفلسطينيون العملية العسكرية لجيش الاحتلال في مخيم جنين بأنها الأوسع منذ عملية “السور الواقي” التي شنتها إسرائيل عام 2002 في جنين ومناطق أخرى بالضفة الغربية.

ويقع مخيم جنين الذي أقيم عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين على مساحة نحو 473 دونمًا، ويقطنه نحو 14 ألف لاجئ فلسطيني.