فرنسا.. البحرية تحقق بشأن مشاركة جنود في قمع الاحتجاجات وغضب إثر تصريحات برلماني عن أصول المتظاهرين

فتحت البحرية الفرنسية تحقيقًا حول تقارير عن مشاركة جنود خارج الخدمة من مشاة البحرية، في قمع مثيري الشغب بمدينة لوريان الغربية التي تضم قاعدة عسكرية كبيرة.
وأفادت وزارة الدفاع في بيان، أن وحدة (فورفوسكو) البحرية المتمركزة في لوريان، فتحت تحقيقًا بدأ يأخذ مجراه، وقالت “وحتى معرفة النتائج لن يكون هناك تعليق آخر”.
وفي هذه الأثناء، اتُّهم رئيس كتلة يمينية في مجلس الشيوخ الفرنسي، بالإدلاء بتصريحات عنصرية بعد قوله إن الشبّان الذين شاركوا في أعمال الشغب، والذين ينحدر بعضهم من أصول مهاجرة “رجعوا إلى أصولهم العرقية”.
“مجموعات مناهضي الشغب”
وكانت صحيفة (لو تليغرام) المحلية قد نشرت صورًا لأفراد ملثّمين من “مجموعات مناهضي الشغب” كما تسمى وهم يقومون بصد مرتكبي أعمال الشغب وضربهم في المدينة ليلة السبت.
وصرح شاب يبلغ 25 عامًا لصحيفة (ويست فرانس) بأنه عضو في القوات المسلحة وتدخل لدعم الشرطة مع نحو 30 من زملائه حتى “لا يتركوا البلد يحترق”.
Cet après-midi, @SebLecornu présidera une prise d’armes aux Invalides composée intégralement de réservistes.
Une grande première, pour signifier la reconnaissance de la #Nation à nos réservistes et lancer le chantier de doublement de la réserve. ⤵️https://t.co/bjCH4sT4G6— Ministère des Armées 🇫🇷 (@Armees_Gouv) July 5, 2023
وقال فابريس لوهير رئيس بلدية لوريان، إنه لم يتمكن من الحصول على معلومات مؤكدة حول ما حدث، لكنه قال إنه “رأى أشخاصًا ملثّمين.. اعتقدنا أنهم من مثيري الشغب”، مؤكدًا أن “المهم بالنسبة له هو ما تقوله فورفوسكو”، وقال إنه قلق بشأن تأثير الحادث على سمعة مدينته.
وألقت السلطات الفرنسية القبض على أكثر من 3500 شخص خلال الأسبوع الماضي في أسوأ أعمال شغب تشهدها مدن فرنسا منذ عام 2005، واندلعت شرارة الاضطرابات بعد قتل شرطي لشاب فرنسي من أصل جزائري خلال عملية تدقيق مروري.

(رويترز)
وامتدت الاضطرابات من المناطق الفقيرة في باريس إلى عشرات المناطق الأخرى، وأدى الحادث وأعمال الشغب إلى إطلاق نقاش حاد حول دور العنصرية والهجرة والفقر في تقويض النظام العام.
وقال ستيفان كالينبيرغر المدعي العام في لوريان، الأربعاء، إنه لم يطلق أي تحقيق لغياب شكاوى قانونية أو أي “عنصر ملموس أو موضوعي”.
ونقلت (لو تليغرام) نهاية الأسبوع عن ضابط شرطة لم تسمه، قوله إن الضباط سمحوا في البداية لمجموعات “مناهضي الشغب” بالتدخل “لأن ذلك كان يساعدهم” قبل أن يدركوا “أنهم كانوا يقومون بذلك بقوة قليلا”، وقالت الصحيفة إن الرجال وصفوا أنفسهم بأنهم “وطنيون”.
وبحسب ما ذكر موقع وزارة الدفاع على الإنترنت، تتألف (فورفوسكو) من رماة سلاح البحرية وقوات خاصة.
“الأصول العرقية” للمحتجين
وفي هذا السياق اتُّهم رئيس كتلة يمينية في مجلس الشيوخ الفرنسي، بالإدلاء بتصريحات “عنصرية فجّة” بعد قوله إن الشبّان الذين شاركوا في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي والذين ينحدر بعضهم من أصول مهاجرة “رجعوا إلى أصولهم العرقية”.
وأدلى رئيس كتلة حزب الجمهوريين في مجلس الشيوخ (برونو روتايو) بهذه التصريحات لإذاعة (فرانس إنفو) في معرض تعليقه على الأحداث التي جرت في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل برصاص شرطي.
وقال روتايو إنّ هؤلاء الشبّان “هم حتمًا فرنسيون، لكنهم فرنسيون على بطاقة الهوية، ولسوء الحظ فبالنسبة للجيلين الثاني والثالث من المهاجرين، هناك ما يشبه العودة إلى أصولهم العرقية”.

وانتقد روتايو أيضًا خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتسريع دفع الأموال للسلطات المحلية للمساعدة على إعادة بناء ما تمّ تحطيمه من ممتلكات عامّة، قائلًا إن هذه المنشآت أُحرقت على أيدي “متوحشين”.
وقال “هذه ضربة مزدوجة للشعب الفرنسي، لقد دفعنا ثمن بناء هذه المنشآت والآن يتعيّن علينا أن نعيد البناء لأن هؤلاء المتوحّشين أضرموا النار فيها”.
ولقيت تصريحاته تنديدًا من النواب، وقالت النائبة ماتيلد بانو رئيسة كتلة نواب حزب (فرنسا الأبيّة) اليساري في الجمعية الوطنية إن تصريحات روتايو تنمّ عن “عنصرية فجّة”.
من جانبها قالت النائبة كليمانتين أوتان إن “هؤلاء الناس الذين ينضحون عنصرية يتجرّؤون على إعطاء دروس حول السلوك الجمهوري الجيّد”.