وقفة احتجاجية لمهاجرين أفارقة في صفاقس.. و”هيومان رايتس ووتش” تطالب تونس بوقف طردهم إلى الصحراء

تجمع عدد كبير من المهاجرين الأفارقة، صباح اليوم الجمعة، وسط مدينة صفاقس في تونس، مطالبين بتوفير الأمان لهم وعدم طردهم من البلاد.
وأعرب عدد من المحتجين في تصريحات لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، عن استيائهم من الوضع الذي يعيشونه، وقال أحدهم “نحن أفارقة وتونس تعد بلدًا إفريقيًا، لذلك نعتبر أنه يحق لنا العيش بسلام وحرية وأمن على أرض تونس بلدنا الثاني”، ورفع بعضهم لافتة كتب عليها “حياة السود مهمة”.
وتعقيبًا على هذا الموضوع، قال أحمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية “نحن نوقف البشر فقط من أجل لون بشرتهم، هذا عار، سيبقى هذا في تاريخنا كصفحة سوداء”.
عدد هام من المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء، يتجمعون بالساحة الأمامية لرباط مدينة صفاقس، رافعين لافتات مطالبين فيها "بتوفير المأوى والأمن والحرية والسلام ونبذ العنف" #وكالة_وات pic.twitter.com/ww0DJSBDjQ
— Agence Tunis-Afrique-Presse (@AgenceTAP) July 7, 2023
وانتشر خطاب الكراهية تجاه المهاجرين بطريقة غير نظامية بشكل متزايد منذ دان الرئيس التونسي قيس سعيّد الهجرة غير النظامية في فبراير/شباط الماضي وعدّها تهديدًا ديموغرافيًا لبلاده.
“طرد جماعي”
في سياق متصل، طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” السلطات التونسية، اليوم الجمعة، بإنهاء عمليات “الطرد الجماعي” للمهاجرين الأفارقة، ونقلهم إلى منطقة صحراوية نائية بالقرب من الحدود الليبية.
وقالت المنظمة في بيان “قامت قوات الأمن التونسية بطرد جماعي لعدة مئات من المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة السود، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل، منذ 2 يوليو/تموز إلى منطقة معزولة نائية وعسكرية عند الحدود التونسية الليبية”.
Between July 2 and 6, Tunisian security forces expelled hundreds of Black African migrants and asylum seekers to the Tunisia-Libya border.
Videos, photos and testimonies show they suffered abuse by Tunisian security forces ⤵️ pic.twitter.com/px13oN6Mke
— Human Rights Watch (@hrw) July 6, 2023
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، وجد مئات المهاجرين من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء أنفسهم في وضع صعب بمنطقة صحراوية في جنوب تونس، بعد طردهم في الأيام الأخيرة من مدينة صفاقس في وسط تونس الشرقي إثر صدامات مع سكان في المحافظة طالبوا برحيلهم، بحسب شهادات جمعتها الوكالة.
وأضافت المنظمة أن “الكثير من الأشخاص أبلغوا عن تعرضهم للعنف من جانب السلطات أثناء اعتقالهم أو ترحيلهم”.
ونقلت المنظمة شهادات لمهاجرين يؤكدون فيها أن “عدة أشخاص ماتوا أو قُتلوا في المنطقة الحدودية بين 2 و5 يوليو الجاري”، وبحسب أقوالهم “تعرضوا للضرب أو إطلاق النار من قبل الجيش التونسي أو الحرس الوطني”، بحسب البيان الصادر عن المنظمة الحقوقية التي لم تحصل على تأكيد لهذه المزاعم لعدم تمكنها من الوصول إلى المنطقة.
كذلك، دعت المنظمة تونس إلى “التحقيق مع قوات الأمن المتورطة في الانتهاكات وتقديمهم للعدالة”.
🚨Alert: #Tunisia security forces abused & collectively expelled 20+ West/Central African nationals to a remote area at the Tunisia-#Libya border. Includes a girl 16 yrs old, 2 pregnant women (1 in very bad condition), 2 registered asylum seekers. They need urgent help. pic.twitter.com/TTFfu4K16Y
— Lauren Seibert (@LozSeibert) July 3, 2023
وكانت قد تصاعدت الثلاثاء والأربعاء الماضيين أعمال العنف التي استهدفت هؤلاء المهاجرين بعدما أقدم أحدهم على قتل أحد سكان مدينة صفاقس خلال الصدامات، وفي المقابل قامت السلطات المحلية باعتقال العشرات من المهاجرين الأفارقة.
وبحسب إحصاءات نشرتها وسائل إعلام محلية، يوجد في تونس نحو 21 ألف مهاجر من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء، ثلثهم في وضع غير قانوني.
ويأتي عدد كبير من هؤلاء المهاجرين إلى تونس في محاولة للوصول إلى أوربا من طريق البحر.