أين ذهب بريغوجين؟ غموض يلف مكان مجموعة فاغنر وقائدها

عقب وساطة قام بها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، أبرم الكرملين اتفاقًا مع قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين يقضي بإنهاء التمرد الذي نفذه الشهر الماضي وانتقاله إلى بيلاروسيا المجاورة مع بعض رجاله.
لكن الخميس الماضي شهد إلقاء لوكاشنكو بظلال من الشك على هذا الاتفاق، بعدما قال إن بريغوجين ومقاتليه ليسوا على الأراضي البيلاروسية.
وقال ليونيد كاسينسكي المسؤول في وزارة الدفاع البيلاروسية “إذا كنتم تبحثون عنهم، فلن تجدوهم هنا”، بينما كان يسير داخل أحد المواقع في وسط بيلاروسيا مع صحفيين أجانب تلقوا دعوة نادرة إلى هذا البلد الخاضع لسيطرة مشددة لإجراء مقابلة مع لوكاشنكو.
Russia’s Wagner fighters have not visited Belarus barracks: Minsk https://t.co/1mlPPRg6mV via @AJEnglish
— No to Fascism & Racism – Vote Blue 2024 (@JTraversDevine) July 7, 2023
وازدادت التكهنات بشأن إمكان استخدام مقاتلي فاغنر أحد المعسكرات المهجورة بعد انتشار صور بالأقمار الاصطناعية في تقارير إعلامية أظهرت أعمال البناء هناك في فترة قريبة من وقت التمرد.
ونفى لوكاشنكو المعلومات التي تفيد بأن بيلاروسيا تبني منشأة جديدة، لكنه قال إنه عرض مواقع عسكرية سابقة، بما فيها الموقع الموجود في تسيل، على فاغنر. وقال كاسينسكي “نظرًا إلى أن القاعدة جاهزة، قد تُقدَّم إلى فاغنر”.
انقسام بين السكان
وأدى الوصول المحتمل لآلاف المقاتلين الروس من مجموعة فاغنر إلى انقسام السكان المحليين في بلدة أسيبوفيتشي قرب تسيل.
ويُتهم مقاتلون من فاغنر بارتكاب انتهاكات في العديد من البلدان بما فيها أوكرانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وسوريا.
وقالت امرأة رفضت كشف أي تفاصيل شخصية خوفًا من الانتقام، لوكالة الصحافة الفرنسية “أنا أشعر بالخوف. أريد السلام وأريد أن يكبر أطفالي. هذا كل ما يمكنني قوله”.
ومنذ احتجاجات العام 2020 الرافضة لإعادة انتخابه، زاد لوكاشنكو من قمع الأصوات الناقدة.
في المقابل، قال سكان آخرون إنهم غير قلقين.
وقالت يلينا فينغلينسكايا (54 عامًا) للوكالة “ليست لديّ أي مخاوف. إذا كان لا بد من حدوث ذلك، فيجب حدوثه”.
تاريخ مثير للجدل
وتجدر الإشارة إلى أن بيلاروسيا نفسها لديها تاريخ مثير للجدل مع فاغنر، ففي الفترة التي سبقت إعادة انتخاب لوكاشنكو في عام 2020، أوقفت بيلاروسيا نحو 30 من مقاتلي فاغنر بتهمة التآمر لزعزعة استقرار البلاد. ومنذ ذلك الحين، خرجت مجموعة فاغنر من الظل خصوصًا خلال الهجوم على أوكرانيا.
واعترف بريغوجين أخيرًا بأنه أسّس هذا الجيش الخاص وأصبح من أشد المنتقدين لكبار الضباط العسكريين في روسيا، وقاد مقاتلوه معركة مدينة باخموت في شرقي أوكرانيا التي تكشفت خلالها الخلافات بين بريغوجين والجيش.
وبلغت هذه التوترات ذروتها مع تمرد بريغوجين المسلح في 23 و24 يونيو/حزيران، وهو التحدي الأكبر حتى الآن لسلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.