“مبالغ فيها”.. فرنسا ترفض تصريحات لجنة أممية ومسيرات غضب ضد عنف الشرطة (فيديو)

أعربت باريس السبت عن “اعتراضها” على تصريحات اعتبرت أنها “مبالغ فيها” و”لا أساس لها” للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة نددت الجمعة “بالاستخدام المفرط للقوة” من قوات إنفاذ القانون خلال أعمال الشغب الأخيرة التي هزت فرنسا.
يأتي ذلك في حين انطلقت مسيرات مواطنين يسودها الحزن والغضب، ضد عنف الشرطة في عدد من المدن الفرنسية السبت بعد أيام من مقتل الشاب نائل على يد شرطي خلال تدقيق مروري؛ مما تسبب في أعمال شغب ليلية في البلاد.
وكانت لجنة القضاء على التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة قد تبنت بصورة عاجلة إعلانًا يدين “الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة”، مطالبة باريس بـ”تبني تشريع يحدّد ويحظر التنميط العنصري”.
ضواحي #فرنسا 🇫🇷 تشتعل وغضب لا يهدأ .. والدة الفتى #نائل تتهم قاتل ابنها بالعنصرية والشرطي يعتذر pic.twitter.com/xv7Bqf8KZa
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 30, 2023
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن “أي إجراء للتنميط العرقي من قبل قوات الأمن محظور في فرنسا”، مشددة على “تكثيف مكافحة تجاوزات عمليات التدقيق” على أساس الملامح.
وأضافت أن “أي سلوك تمييزي يبلَّغ عنه تتم متابعته، وعند إثباته تُفرض عقوبة إدارية أو قضائية”، مشيرة إلى أن الشرطي الذي أطلق الرصاصة القاتلة على الفتى فأشعل احتجاجات وأعمال شغب “قُدِّم على الفور إلى القضاء ووُجهت إليه تهمة القتل العمد”.
وأكدت الخارجية الفرنسية أن “قوى الأمن في فرنسا تخضع لمستوى من الرقابة الداخلية والخارجية والقضائية، تعرفه قلة من الدول”. ودعت فرنسا اللجنة إلى “الحكمة والاعتدال في ملاحظاتها التي تأسف لطبيعتها المتحيزة والتقريبية”.
وقالت إنها “لم تفهم غياب التضامن والتعاطف مع المسؤولين المنتخبين أو ممثلي المؤسسات الفرنسية الذين تعرضوا لاعتداءات. وكذلك 800 شرطي ودركي ورجل إطفاء جرحوا”.
وفي إعلانها، أعربت اللجنة عن قلقها الشديد إزاء “استمرار ممارسة التنميط العرقي إلى جانب الاستخدام المفرط للقوة في إنفاذ القانون، ولا سيما من قبل الشرطة ، ضد أفراد الأقليات بما في ذلك ذو الأصول الإفريقية والعربية”.
وأكدت فرنسا في بيانها أنها “دولة قانون تحترم التزاماتها الدولية ولا سيما الاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري”، مشددة على أن “مكافحة العنصرية وجميع أشكال التمييز أولوية سياسية”.
لماذا تتصاعد الاحتجاجات في #فرنسا رغم توجيه تهمة القتل العمد إلى الشرطي الذي قتل الفتى #نائل؟ pic.twitter.com/aYtmjjH9bP
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 30, 2023
مسيرات “حزن وغضب”
وخرجت مسيرات الغضب رغم منع القضاء الفرنسي مسيرة كان من المقرر تنظيمها السبت في منطقة باريس تكريمًا لذكرى الشاب الأسود آداما تراوري الذي توفي خلال عملية توقيف عام 2016، مشيرًا إلى أعمال الشغب التي تلت موت نائل الذي خرجت مسيرات أيضًا تنديدًا بمقتله وبعنف الشرطة.
وكشف موت نائل (17 عامًا) وما أعقبه من عنف غير مسبوق منذ عام 2005 في المدن، مشكلات المجتمع الفرنسي، من الصعوبات التي تواجهها أحياء الطبقة العاملة إلى العلاقات المضطربة بين الشباب وقوات الأمن.
وقالت آسا شقيقة آداما تراوري إن “الحكومة قررت صب الزيت على النار” و”عدم احترام وفاة أخي الصغير”. لكن الناشطة في مكافحة عنف الشرطة أكدت حضورها “السبت عند الساعة 15.00 (13.00 بتوقيت غرينتش) في ساحة الجمهورية” في باريس لتصرخ “للعالم أجمع بأن أمواتنا يملكون الحق في الوجود، حتى في الموت”.
وفي ساحة الجمهورية التي ترتدي طابعا رمزيا، تنضم آسا تراوري إلى “مسيرة من أجل العدالة” أُعلنت من بين 30 مظاهرة أخرى ضد عنف الشرطة من شمال البلاد إلى جنوبها مدرجة في خريطة على الإنترنت.
فقد دعا نحو مئة جمعية ونقابة وحزب سياسي من اليسار إلى “مسيرات المواطنين” هذه للتعبير عن “الحداد والغضب” والتنديد بالسياسات التي تعتبر “تمييزية” ضد الأحياء الشعبية. وطالبت هذه المنظمات في تعبئتها “من أجل الحفاظ على الحريات العامة والفردية”، بإجراء “إصلاح في العمق للشرطة ولتقنيات تدخلها وتسلحها”.
ومنذ 27 يونيو/ حزيران، أوقف أكثر من 3700 شخص مرتبطين بأعمال الشغب بينهم نحو 1160 قاصرا حسب أرقام وزارة العدل التي تحدثت الجمعة عن حبس نحو 400 شخص.