انتظروا الماء 13 يوما ويعيشون داخل منازل مهدَّمة.. جولة ترصد مأساة في أحد أحياء تعز (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر آثار تضرر حي “قريش” بمدينة تعز جنوبي اليمن من الحرب، وقال مواطن إن آخر قذيفة شهدتها المنطقة كانت قبل شهر.

وأظهرت الكاميرا منازل مهدَّمة، إذ خربت القذائف المستمرة المباني التي أصبح السكن فيها يُشكّل خطرًا على المواطنين، بينما هُجّرت أسر عديدة من بيوتها.

وأوضح المواطن من سكان المنطقة أن أغلب من يعيشون فيها هم نازحون بالأساس ووضعهم الاقتصادي صعب، وبالتالي لا يستطيعون ترميم المنازل المدمَّرة وإعادة إعمارها.

لم يجد آخرون غير المخاطرة بحياتهم، والمكوث في المنازل التي دُمّر جزء منها وباتت مهدَّدة بالانهيار فوق رؤوسهم.

ويعاني سكان الحي انقطاع الماء الصالح للشرب الذي لا يصل إلى منازلهم إلا عبر صهاريج توصلها إليهم جمعيات عبر تبرعات.

وصادف وجود كاميرا الجزيرة مباشر وصول أحد الصهاريج، في حين رصّ المواطنون جالونات المياه بانتظار ملئها.

وقال مواطن إن السكان انتظروا 13 يومًا حتى يصل إليهم صهريج الماء، في حين لا يُسمح للأسرة بأكثر من كمية معينة لا تكفيهم إذ تتكون كل أسرة من 5 أفراد أو أكثر.

وأضاف أن المواطنين يعانون إذ لا يجدون ماءً يشربونه، بسبب الفقر الذي تعانيه أغلب العائلات والذي يمنعها من شراء ماء الشرب وانتظار صهريج التبرعات.

وقال طفل للجزيرة مباشر إنهم يضطرون إلى تناول ماء غير صالح للشرب في حال انتهاء الكمية المتوافرة معهم، بينما يبحث عدد من السكان عن أماكن يجلبون منها الماء، تبعد مسافة طويلة عن الحي.

ويشهد اليمن، منذ أكثر من 7 سنوات، حربًا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وتقول التقارير الأممية إن معظم النازحين اليمنيين يعانون ظروفًا إنسانية صعبة، ولا يستطيعون توفير أدنى متطلبات الحياة، وهو ما تنقله كاميرا الجزيرة مباشر وتؤكده باستمرار عبر مقابلات عديدة مع أسر يمنية تعاني الأمرّين جراء الحرب.

ويشهد اليمن، خاصة المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة منذ مدة، تدهورًا اقتصاديًّا على خلفية التراجع غير المسبوق للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

وتسببت الحرب في اليمن في تدمير العديد من المرافق الصحية وتضررها، ولم يعد يعمل سوى نصف القطاع الطبي، ويعاني معظم اليمنيين صعوبة في الحصول على رعاية صحية، وفق الأمم المتحدة.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 23.7 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية، بينهم نحو 13 مليون طفل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان