تركيا.. اعتداء “وحشي” على طفل يمني في إسطنبول والسلطات تتدخل (فيديو)

شهد أحد المجمعات السكنية في إسطنبول اعتداءً جماعيًّا لمواطنين أتراك على أحد الأطفال اليمنيين، مساء الاثنين.
وتداولت حسابات على مواقع التواصل، مقاطع مصورة لاعتداء مجموعة كبيرة من الأشخاص بالضرب على شخص، اتضح أنه طفل يمني يبلغ من العمر 15 عامًا، حسب مصادر بالجالية اليمنية.
وقالت السفارة اليمنية في تركيا إنها تتابع الحادث بكل اهتمام، ونقلت عن والد الطفل المعتدى عليه قوله إن الاعتداء وقع نتيجة خلاف بين أطفاله وأطفال أسرة تركية تطور إلى مشاجرة، وإن الأسرة التركية “جلبت أشخاصًا من خارج المجمع السكني للاعتداء عليهم”.
وأضافت السفارة في بيان عبر حسابها على تويتر أن السفير اليمني زار أسرة الطفل المعتدى عليه، مؤكدة أن السلطات التركية ألقت القبض على المعتدي وبدأت التحقيقات في الحادث، مبديةً استعدادها لتقديم الدعم القانوني اللازم.
بيان توضيحي بشأن حادثة مجمع كريستال شهير بمدينة إسطنبول pic.twitter.com/xK13rT26vT
— سفارة الجمهورية اليمنية-أنقرة (@MediaAttacheTR) August 1, 2023
وقال السفير اليمني في تركيا محمد صالح طريق، إنه تواصل مع الجهات المختصة عبر القنوات الدبلوماسية، مؤكدًا عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وأهمية الحفاظ على العلاقات الأخوية بين البلدين.
من جانبه، قال رئيس الجالية اليمنية في تركيا الدكتور نبيل الغزي للجزيرة مباشر، إن الجالية تتابع حادث الاعتداء من كثب.
وأوضح أنه تلقى اتصالين منفصلين من والي إسطنبول ومدير إدارة الهجرة في المدينة، حيث عبَّرا عن اهتمامهما الشديد بمتابعة القضية، كما عقدت الجالية لقاءً مع مدير دائرة العلاقات الخارجية في إدارة الهجرة بمقر الجالية اليمنية في إسطنبول، لمتابعة الحادث.
وأدان اتحاد الطلاب اليمنيين في تركيا ما وصفه بـ”الاعتداء الوحشي” على الطفل اليمني، مؤكدًا ثقته بالجهات التركية في تحقيق العدالة وضمان عدم تكرار الحادث مستقبلًا.
ويأتي الحادث وسط ازدياد حوادث “العنصرية” تجاه العرب والسوريين في تركيا منذ إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مايو/أيار الماضي، إذ تبنى عدد من الأحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب الظفر خطابًا وُصِف بـ”العنصري” تجاه اللاجئين السوريين والعرب الموجودين في تركيا، مع تقديم وعود بطردهم في حال وصولها إلى الحكم.
وهاجم عدد من المدونين الأتراك أوميت أوزداغ رئيس حزب الظفر اليميني المتطرف، واتهموه بالمسؤولية عن الاعتداء، و”زرع بذور الفتنة والعنصرية” في تركيا.
وغرد الصحفي فرقان بولوكباش عبر حسابه على تويتر “إن الأنباء تفيد بأن نحو 50 شخصًا اعتدوا على طفل يمني يبلغ من العمر 15 عامًا، مما تسبب في نقله إلى المستشفى، بسبب شجار طفلين صغيرين داخل أحد المجمعات السكنية بمنطقة اسنيورت”، متهمًا المعتدين بأنهم “خارج الإنسانية” ومحمّلًا أوميت أوزداغ المسؤولية في هذا الحادث نتيجة تحريضه الدائم ضد الأجانب في تركيا.
Kristalşehir sitesinde yaklaşık elli kişinin iki küçük çocuğun kavgası sebebiyle 15 yaşındaki Yemenli bir çocuğu öldüresiye linç edip hastanelik ettikleri haberini aldım. Görüntüler kanımı dondurdu. İnsanlıktan çıkmışlar.
Bunun sorumlusu sensin Ümit Özdağ. pic.twitter.com/4Ymo5W60ms
— Furkan Bölükbaşı (@furkancerkes) July 31, 2023
بينما غرد الصحفي التركي اسماعيل ياشا، قائلًا “لا جدوى من إلقاء خطابات الأخوة صباح مساء، إلا إذا تم التعامل مع من هاجم الطفل اليمني حافظ، وكأنه طفل إنجليزي أو أمريكي تم الاعتداء عليه”.
Yemenli hafız çocuğa kudurmuş gibi saldıranlara bir İngiliz ya da Amerikalı çocuğu darp etmişler gibi muamele yapılmazsa sabah akşam kardeşlik nutukları atmanın hiç bir anlamı yok.. Gariplerin ve mazlumların duası aleyhimize dönüyor, hey, farkında mısınız?!
— 🇹🇷 إسماعيل ياشا (@ismail_yasa) August 1, 2023
وأخيرًا، شهدت مواقع التواصل في تركيا تصاعد حملة الانتقادات لما وُصِفت بـ”تجاوزات” مارستها قوات الشرطة خلال الحملة التي شنتها وزارة الداخلية التركية على المهاجرين غير النظاميين عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وتداول ناشطون مقاطع مصورة لما قيل إنها اعتداءات لقوات الشرطة التركية على لاجئين غير نظاميين ضُبطوا خلال الحملة الأمنية بمدينة إسطنبول.
وتشهد تركيا منذ أسابيع عدة حملة أمنية موسعة لضبط اللاجئين غير النظاميين وترحيلهم، وتعهد وزير الداخلية التركي في تصريحات سابقة بإنهاء وجود المهاجرين غير النظاميين في المدن التركية خلال 4 أو 5 أشهر.
وبحسب رئاسة إدارة الهجرة التركية، فإن إجمالي عدد المهاجرين الموجودين في عموم البلاد بلغ حتى اليوم 4 ملايين و893 ألفًا و753 شخصًا.
وتتصدر إسطنبول الولايات التركية من حيث استضافتها أكبر عدد من الأجانب والمهاجرين معًا، حيث يقطن المدينة أكثر من 1.2 مليون مواطن أجنبي، منهم نحو 535 ألف مهاجر سوري، حسب الإحصاءات الرسمية.
