تعتيم وحذف تغريدة وتعزية من نخنوخ.. ماذا جرى داخل مقر الأمن الوطني بشمال سيناء؟

قوات أمن مصرية في سيناء (رويترز ـ أرشيف)

رغم مرور أكثر من يومين على مقتل وإصابة عشرات من قوات الأمن المصرية، جراء اشتباكات داخل مقر جهاز الأمن الوطني بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، فإن الغموض لا يزال يلفّ تفاصيل الحادث.

ولم تصدر أي جهة رسمية حتى الآن أي بيانات عن ملابسات الحادث، أو عدد القتلى والمصابين، بل اكتفت وسائل الإعلام المصرية بنشر أخبار عن جنائز بعض الضحايا، دون الإشارة إلى مكان أو ظروف مقتلهم.

فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة الشروق على موقعها الإلكتروني، خبرا عن مشاركة محافظ الغربية، طارق رحمي، في جنازة معاون الشرطة (محمد صلاح شامة) بمسقط رأسه. وقالت إن المحافظ قدم واجب العزاء لأسرة المعاون، بحضور مدير الأمن وقيادات أمنية وشعبية، دون تفاصيل أخرى.

والمعاون القتيل هو أحد ضحايا حادث العريش، وفقًا لما نشرته منصات ومصادر عدة في سيناء، أهمها مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان.

واللافت أن وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد، حذفت تغريدة نشرتها على حسابها في تويتر، نعت فيها ضحايا حادث الهجوم على مقر الأمن الوطني، بعد دقائق من استشهاد المذيع عمرو أديب بتغريدتها، في سياق تأكيده لوقوع الحادث.

من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين، أن الحادث أسفر عن مقتل 4 على الأقل من رجال الأمن، من بينهم ضابط.

وأرجع المصدر سبب الحادث إلى استيلاء مجموعة من المحتجزين على أسلحة داخل مجمع الأمن المركزي بالعريش في شمال سيناء والهجوم على القوات المتمركزة هناك.

لكن مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، أكدت أن الاشتباك جرى داخل مقر الأمن الوطني بالعريش، الذي يقع بجوار مديرية أمن شمال سيناء، وداخل المربع الأخضر “الأمني” شرقي المدينة، وليس قطاع الأمن المركزي الواقع في غرب مدينة العريش، حسب ما ورد في تصريح المصدرين الأمنيين لوكالة رويترز.

كما أكدت مؤسسة سيناء أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 8 من رجال الأمن، بينهم قائد العمليات الخاصة لقوات الأمن المركزي بشمال سيناء، وإصابة نحو 20 آخرين.

وكانت مؤسسة سيناء قد أكدت أن العقيد محمد مؤنس ضمن القتلى الذين سقطوا خلال الاشتباكات داخل مقر الأمن الوطني بمدينة العريش. وأوضحت أن السلطات الأمنية في شمال سيناء قطعت شبكات الاتصال والإنترنت عن مدينة العريش نحو 5 ساعات متواصلة، صباح أول أمس الأحد.

وأثار التعتيم الرسمي تساؤلات عن حقيقة ما حدث، وصبّ مصريون غضبهم على وسائل الإعلام الرسمية التي تجاهلت الحادث تماما.

وكتب صبري نخنوخ، المتهم بقيادة مجموعات من البلطجية أثناء حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، تعزية في وفاة العقيد محمد مؤنس، قائلا إن الراحل “أخويا وحبيبي وعشرة عمري”، وهو ما أثار تساؤلات إضافية عن طبيعة العلاقة التي يُمكن أن تجمع بين الاثنين.

وحُكم على نخنوخ بالسجن المؤبد عام 2013 بتهمة البلطجة وحيازة أسلحة ومخدرات، ثم أُفرج عنه عام 2018 بعفو رئاسي.

وانتقد آخرون قناة القاهرة الإخبارية، التي أفردت مساحات واسعة للحديث عن اشتباكات مخيم عين الحلوة في لبنان، ولم تذكر أي تفاصيل عن حادث العريش، رغم أن القناة تبث من البلد الذي وقع فيه الحادث.

كما شجّع هذا الغموض البعض وجعلهم يطرحون سيناريوهات مختلفة عن الجهة الفاعلة، ما بين تنظيم الدولة الإسلامية، وسجناء داخل المقر، وحتى شخصيات معروفة بنفوذها في شبه جزيرة سيناء، وارتباطها بمسؤولين كبار في الدولة.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان