تعتيم وحذف تغريدة وتعزية من نخنوخ.. ماذا جرى داخل مقر الأمن الوطني بشمال سيناء؟

رغم مرور أكثر من يومين على مقتل وإصابة عشرات من قوات الأمن المصرية، جراء اشتباكات داخل مقر جهاز الأمن الوطني بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، فإن الغموض لا يزال يلفّ تفاصيل الحادث.
ولم تصدر أي جهة رسمية حتى الآن أي بيانات عن ملابسات الحادث، أو عدد القتلى والمصابين، بل اكتفت وسائل الإعلام المصرية بنشر أخبار عن جنائز بعض الضحايا، دون الإشارة إلى مكان أو ظروف مقتلهم.
فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة الشروق على موقعها الإلكتروني، خبرا عن مشاركة محافظ الغربية، طارق رحمي، في جنازة معاون الشرطة (محمد صلاح شامة) بمسقط رأسه. وقالت إن المحافظ قدم واجب العزاء لأسرة المعاون، بحضور مدير الأمن وقيادات أمنية وشعبية، دون تفاصيل أخرى.
#الشروق محافظ الغربية يشهد الجنازة العسكرية.. ويقدم واجب العزاء لشهداء بسيون وزفتىhttps://t.co/eA8MMhzxIR pic.twitter.com/9611DtdVK2
— Shorouk News (@Shorouk_News) July 31, 2023
والمعاون القتيل هو أحد ضحايا حادث العريش، وفقًا لما نشرته منصات ومصادر عدة في سيناء، أهمها مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان.
واللافت أن وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد، حذفت تغريدة نشرتها على حسابها في تويتر، نعت فيها ضحايا حادث الهجوم على مقر الأمن الوطني، بعد دقائق من استشهاد المذيع عمرو أديب بتغريدتها، في سياق تأكيده لوقوع الحادث.
🛑 جمهورية السامسونج ( مصر ) سابقا … وزيرة التخطيط هالة السعيد @halaelsaid تحذف عزاء لضحايا حادث #الأمن_الوطني بـ #العريش.. بعد حديث #عمرو_أديب والاستدال بما كتبته بدقائق يذكر أن الحكومة لم تعلن حتى الآن عن الحادث. pic.twitter.com/i87k0BRYQB
— omar elfatairy (@OElfatairy) July 30, 2023
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين، أن الحادث أسفر عن مقتل 4 على الأقل من رجال الأمن، من بينهم ضابط.
وأرجع المصدر سبب الحادث إلى استيلاء مجموعة من المحتجزين على أسلحة داخل مجمع الأمن المركزي بالعريش في شمال سيناء والهجوم على القوات المتمركزة هناك.
لكن مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، أكدت أن الاشتباك جرى داخل مقر الأمن الوطني بالعريش، الذي يقع بجوار مديرية أمن شمال سيناء، وداخل المربع الأخضر “الأمني” شرقي المدينة، وليس قطاع الأمن المركزي الواقع في غرب مدينة العريش، حسب ما ورد في تصريح المصدرين الأمنيين لوكالة رويترز.
وننوه انه حسب ما وثقته مؤسسة سيناء من خلال مصادرها فإن الاشتباك جرى داخل مقر الأمن الوطني بالعريش، حيث يقع بجوار مديرية أمن شمال سيناء، وداخل المربع الأخضر "الأمني" شرقي المدينة وليس بقطاع الامن المركزي الواقع في الغرب من مدينة العريش حسب ما ورد في تصريح وكالة رويترز . pic.twitter.com/fBxIimCoLp
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) July 31, 2023
كما أكدت مؤسسة سيناء أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 8 من رجال الأمن، بينهم قائد العمليات الخاصة لقوات الأمن المركزي بشمال سيناء، وإصابة نحو 20 آخرين.
عاجل: أفادت مصادر لمؤسسة سيناء بارتفاع عدد ضحايا الاشتباك المسلح داخل مقر الأمن الوطني بمدينة العريش أمس لـ 8 أفراد بينهم قائد العمليات الخاصة لقوات الأمن المركزي بشمال سيناء، فيما لم تصدر الجهات الرسمية أي بيان عن سبب الاشتباك حتى كتابة هذه السطور. pic.twitter.com/gsqptQmojc
— Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) July 31, 2023
وكانت مؤسسة سيناء قد أكدت أن العقيد محمد مؤنس ضمن القتلى الذين سقطوا خلال الاشتباكات داخل مقر الأمن الوطني بمدينة العريش. وأوضحت أن السلطات الأمنية في شمال سيناء قطعت شبكات الاتصال والإنترنت عن مدينة العريش نحو 5 ساعات متواصلة، صباح أول أمس الأحد.
وأثار التعتيم الرسمي تساؤلات عن حقيقة ما حدث، وصبّ مصريون غضبهم على وسائل الإعلام الرسمية التي تجاهلت الحادث تماما.
وكتب صبري نخنوخ، المتهم بقيادة مجموعات من البلطجية أثناء حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، تعزية في وفاة العقيد محمد مؤنس، قائلا إن الراحل “أخويا وحبيبي وعشرة عمري”، وهو ما أثار تساؤلات إضافية عن طبيعة العلاقة التي يُمكن أن تجمع بين الاثنين.
وحُكم على نخنوخ بالسجن المؤبد عام 2013 بتهمة البلطجة وحيازة أسلحة ومخدرات، ثم أُفرج عنه عام 2018 بعفو رئاسي.
باحاول اتخيل شكل الأخوية والصداقة اللي ممكن تجمع عميد الداخلية مع عمدة البلطجية! pic.twitter.com/YfqcFX5bGW
— Islam Lotfy (@Islam_lotfy) July 31, 2023
وانتقد آخرون قناة القاهرة الإخبارية، التي أفردت مساحات واسعة للحديث عن اشتباكات مخيم عين الحلوة في لبنان، ولم تذكر أي تفاصيل عن حادث العريش، رغم أن القناة تبث من البلد الذي وقع فيه الحادث.
قولوا لنا إيه اللي بيحصل في العريش يا ولاد 🤬 https://t.co/0YERk3CoyK
— أحمد بهاء الدين (@Ahmadbhaa) July 30, 2023
كما شجّع هذا الغموض البعض وجعلهم يطرحون سيناريوهات مختلفة عن الجهة الفاعلة، ما بين تنظيم الدولة الإسلامية، وسجناء داخل المقر، وحتى شخصيات معروفة بنفوذها في شبه جزيرة سيناء، وارتباطها بمسؤولين كبار في الدولة.