“سيارات فارهة”.. هدايا أوائل الثانوية العامة من معلمين مشاهير بمصر تثير جدل واستنكار

مدرس جيولوجيا مصري يهدي الأول على الجمهورية في الثانوية العامة شعبة علمي علوم سيارة فارهة (منصات التواصل)

أهدى أحد معلمي الدروس الخصوصية في مصر أحد طلابه سيارة فارهة نظير تفوقه الدراسي، وهو ما اعتبره ناشطون نوعًا من الدعاية، مطالبين بتشديد الرقابة على المراكز التعليمية والدروس الخصوصية.

وقام معلّم الجيولوجيا ماجد إمام، بإهداء سيارة تقدّر قيمتها بنحو مليون جنيه (نحو 35 ألف دولار بالسعر الرسمي)، للطالب محمود عبد الفتاح، المقيم بمحافظة أسيوط جنوبي مصر، خلال حفل أقيم بإحدى القاعات بمحافظة كفر الشيخ شمالي مصر.

وحصد الطالب المركز الأول بالمرحلة الثانوية العامة على مستوى الجمهورية بقسم “علمي علوم”، فيما جاء تكريمه نظير وعد سابق للمدرس، الذي وثق لحظة إهداء السيارة للطالب عبر صفحته الرسمية بفيسبوك.

وكتب المعلم الشهير بين أوساط الطلاب بـ”جيو ماجد” عبر صفحته قائلًا “لحظة تسليم جيو ماجد إمام العربية للأول على الجمهورية، فرحتي بيك لا توصف يا حبيبي”.

كما شهد الحفل تكريم نحو 85 طالبًا وطالبة من المتفوقين بماراثون الامتحانات، وتنوعت الهدايا بين “الساعات وأجهزة اللاب توب”، وفق صحيفة محلية.

ولم تكن المرة الأولى خلال العام الحالي، إذ أقدم معلّم الفيزياء المصري كيرلس القس، والملقب بـ”دكتور الفيزياء” على منح الطالب كيرلس يعقوب، الرابع على الثانوية العامة، سيارة هدية، وفق مقطع فيديو نشره المدرس عبر فيسبوك.

ورغم إعلان المدرسين عن أسباب تقديم الهدايا الفارهة لطلابهم بشأن “خلق بيئة تنافسية وتحفيز الطلاب” أقدم عدد من رواد المنصات على انتقادهم، في ظل اعتماد الطلاب على الدروس الخصوصية بديلًا عن المدارس الحكومية.

وكتب المدون حسن حامد عبر فيسبوك، مشيدًا بالهدايا “مدرس قدوة الحقيقة، ربنا يحفظه، من يستطيع اليوم أن ينفق حتى لو مبلغ بسيط من أمواله كي يشجع طالب ذاكر واجتهد”.

في المقابل انتقد المدون ياسر حامد أفعال المدرسين، ورأى أنهم لم يفعلوها “لوجه الله”، واعتبر أنه دعاية للمدرس، مطالبًا الحكومة بالبحث عن هؤلاء المدرسين وفرض الضرائب عليهم.

أما الطبيب أشرف حلمي فعقب مهاجمًا “سبحان الله مدرس يهدي طالبا سيارة بهذا المبلغ”، معتبرًا أن المدرس من “أسباب فشل التعليم في مصر”.

فيما اعتبر المعلق محمد جنيدي الهدايا “دليلًا على أن مراكز الدروس الخصوصية مشروع مربح جدًا”.

واستطرد قائلًا “أتمنى أن تغلق المدارس ولا تخصص لها ميزانيات لأن مراكز التعليم أصبحت كيانا موازيا وعلى مرأى ومسمع الدولة، وللأسف مع ارتفاع أسعار الدروس والكتب الخارجية سيحدث تسريب من التعليم لفئات كثيرة في المجتمع، يعني سنعود إلى الخلف بعد مبادرات التعليم للجميع والقراءة للجميع”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز الأمريكية” قد سلطت الضوء في تقرير لها مطلع أغسطس/آب الجاري، على أوضاع التعليم في مصر التي عدته بأنه أصبح “عملا تجاريًا يدار بواسطة معلمي الدروس الخصوصية”.

وذكر التقرير بأن المعلمين ينالون شهرتهم وفقًا لتوقعاتهم لأسئلة الامتحانات سواء من خلال خبرتهم أو الحصول عليها عن طريق الرشوة.

فيما أشارت الصحيفة إلى أن “المعلّمين المشاهير منهم يستطيعون جني ما يكفيهم لشراء سيارة من نوع (بورش) الفارهة”، مؤكدة أن أطباء اشتهروا بأنهم تركوا مهنة الطب وتوجهوا لإعطاء دروس خصوصية لجني مزيد من الأرباح.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند

إعلان