مواطن يمني: محروم من اللحم من سنوات بسبب الحرب (فيديو)

من على رصيف إحدى الحارات، التي أعدمتها الحرب أبسط الخدمات، حتى الماء، باح مسن من مدينة تعز اليمنية عن معاناته بكلمات مقتضبة لكنها مؤثرة.

وقال المسن لمراسل الجزيرة مباشر الذي سأله عن كيف يعيش، اليوم الأحد، إنه “لم يأكل اللحم منذ سنوات” ويعيش على أكل ما فسد من الأرز، قبل أن يختم حديثه بالقول “حسبي الله ونعم الوكيل”.

يحتاج المسن وباقي سكان المنطقة إلى حمل جالونات الماء على ظهورهم بعد تعبئتها من شاحنة السبيل الخيرية، التي تزورهم مرة أو مرتين في الأسبوع.

يعيش هؤلاء مأساة لا يحتاجون الكلمات للتعبير عنها، إنما تصفها جدران المنازل المتهالكة التي تهدّم نصفها جراء القصف المستمر، وترويها وجوه الصغار الذين سلبتهم الحرب وويلاتها طفولتهم.

يحكي كل من سكان “حي النفط” لكاميرا الجزيرة مباشر قصة مختلفة، جميعها عن الفقر والمرض والتهجير، ولخّص المتحدث الوضع قائلا “لا نتوفر لا على ماء ولا كهرباء ولا علاج ولا أكل.. ولا أي شيء”.

حي النفط وسط مدينة تعز اليمنية (الجزيرة مباشر)

يشكو السكان اليمنيون وأغلبهم من النازحين، من عدم توفر فرص العمل، ما يجعلهم عاطلين ينتظرون المساعدات الإنسانية التي قد تأتي مرة بعد أشهر، وقال أحدهم إنهم على الوضع نفسه منذ 5 أشهر.

وأضاف المتضرر أنه باع جرة الغاز التي كان يملكها وفرش منزله، حتى يُطعم أطفاله لكنه اليوم “لم يعد يملك ما يبيع”، موضحا أنهم لا يتلقون مساعدات من أي جهات.

ويعاني بعض سكان هذه الأحياء من أمراض مزمنة وأخرى حرجة تحتاج للتدخل الطبي، إلا أن غياب المرافق الطبية والأدوية وضيق الحال يُعجزهم عن الوصول للعلاج، كما لا يتوفرون على وسائل نقل للوصول إليها.

وأفادت الجمعية اليمنية للصحة الإنجابية (حكومية) في إحصائية عام 2022، أن 19 مليون شخص يفتقرون إلى الرعاية الصحية، 92% من النساء.

وتسبب الصراع في اليمن في سقوط الآلاف من القتلى أو الجرحى، كما أدى إلى حركة نزوح واسعة وانعدام الأمن الغذائي، فضلا عن إلحاق أضرار بالبنى التحتية للتعليم والصحة، إلى جانب تفشي الكوليرا والدفتريا (الخناق).

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان