وفد الوساطة الديني النيجيري يؤكد انفتاح قائد الانقلاب في النيجر على الحوار (فيديو)

قائد الحرس الرئاسي في النيجر الجنرال عبد الرحمن تشياني الذي أصبح رئيسا للمجلس الانتقالي في البلاد (الفرنسية)

أعلن عدد من علماء الدين الإسلامي الكبار من نيجيريا قيامهم بوساطة في العاصمة النيجرية “نيامي”، وأن قائد الانقلاب في النيجر أبلغهم استعداده لحلّ الأزمة عبر الحوار، وهو حلّ تفضّله دول غرب إفريقيا التي لوّحت قبل أيام بالخيار العسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.

وقال رئيس وفد الوساطة الشيخ بالا لاو في بيان، الأحد، إن قائد الانقلابيين الجنرال عبد الرحمن تشياني أبلغه “أن بابه مفتوح للبحث في مسار الدبلوماسية والسلام من أجل حلّ الأزمة”.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

والشيخ بالا لاو يتزعم حركة إسلامية سلفية اسمها “جماعة إزالة البدعة وإقامة السنّة”.

ويقوم الوفد الديني بهذه الوساطة بموافقة رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى حاليًا الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس).

وأتى هذا الموقف بعدما وافقت (إكواس) على تفعيل “قوة الاحتياط” لديها تمهيدًا لنشرها في النيجر لإعادة النظام الدستوري إلى هذا البلد، وهو تهديد أغضب الانقلابيين في النيجر.

ولم تحدد (إكواس) أيّ جدول زمني لتدخلها العسكري المحتمل، لكنّها ألغت، السبت، اجتماعًا طارئًا لقادة جيوشها كان مقرّرًا عقده لبحث قرار تفعيل “قوة الاحتياط”.

ومنذ 26 يوليو/تموز الماضي، تعتقل عناصر من فوج الحرس الرئاسي بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني، الرئيس بازوم، ومساء اليوم نفسه أعلن الجيش استيلاءه على السلطة، ما قوبل باستنكار دولي ودعوات لإعادة أول رئيس منتخب ديمقراطيًا للبلاد إلى منصبه.

أنصار المجلس العسكري في النيجر يشاركون في مظاهرة أمام قاعدة للجيش الفرنسي في نيامي (رويترز)

بازوم لن يعود

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي علي كونتا إن وفد الوساطة الديني جاء بهدف بحث الفرص للتوصل إلى تهدئة الأوضاع في النيجر.

وأضاف خلال مشاركته، الأحد، في برنامج “المسائية” على شاشة الجزيرة مباشر أن هذه الجهود تصب في محاولة تفادي وقوع مواجهات مسلحة بين جيش النيجر ومجموعة (إكواس) التي تريد أن تضع حدًا لسلسلة الانقلابات المتكررة في منطقة غرب إفريقيا، مؤكدًا أن هناك مخاوف كبرى من التدخل العسكري في الأزمة.

وأوضح كونتا أن هناك معارضة شعبية لتدخل مجموعة (إكواس) عسكريًا حال فشل الجهود الدبلوماسية، لإعادة الرئيس المعزول بازوم.

وشدد على أن الخيار العسكري يصعب تحقيقه على الأرض حتى مع إصرار مجموعة (إكواس) على المضي قدمًا فيه.

وأشار إلى أن نيجيريا (الدولة الجارة) ترفض تمامًا مبدأ التدخل العسكري في النيجر.

واستبعد كونتا أن تفضي هذه الجهود الدبلوماسية كلها إلى عودة الرئيس بازوم مرة أخرى للسلطة، لافتًا إلى أن ذلك يعني محاكمة قادة الانقلاب في إشارة إلى أنهم لن يسمحوا بوقوع ذلك.

معاملة غير لائقة

وفي بيانه، أكّد وفد الوساطة الديني النيجيري أنه “خلال الاجتماع مع الوفد، اعتذر عبد الرحمن تشياني عن عدم إيلائه الاهتمام اللازم بالبعثة التي أرسلها الرئيس تينوبو بقيادة رئيس الجمهورية السابق الجنرال عبد السلام أبو بكر” إلى نيامي.

وفي 3 أغسطس/آب الجاري، وصل إلى نيامي وفد من (إكواس) يترأّسه الجنرال أبو بكر، لكنّه ما لبث أن غادر بعد ساعات فقط من دون أن يتمكن من مقابلة قائد الانقلاب.

ونقل بيان الوساطة عن الجنرال تشياني قوله إن المعاملة غير اللائقة التي لقيتها بعثة (إكواس) سببها الإنذار الذي كانت قد وجّهته لتوّها إلى الانقلابيين المنظمة الإقليمية من دون حتى أن تستمع إلى وجهة نظرهم.

وأضاف تشياني وفقًا لبيان الوساطة أنّه كان أمرًا “مؤلمًا” بالنسبة لهم أن قادة (إكواس) لم يسمعوا روايتهم للحقائق قبل أن يوجّهوا لهم إنذارًا.

وفي 30 يوليو/تموز الماضي، بعد 4 أيام من الانقلاب، قرّر قادة (إكواس) فرض عقوبات مالية على النيجر، وأمهلوا قادة الانقلاب 7 أيام لإعادة إرساء النظام الدستوري في البلاد تحت طائلة التدخّل عسكريًا لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان