سياسة|تركيا

تركيا.. إحراق محلات سوريين إثر اتهام “أحد الأجانب” بالاعتداء على طفل (فيديو)

معبر باب السلام قرب مدينة إعزاز السورية (رويترز)

عمر دياب ـ الجزيرة مباشر

Published On 17/8/2023
|
آخر تحديث: 05:15 PM (توقيت مكة)

حفظ

شهدت ولاية شانلي أورفا التركية مساء أمس الأربعاء، أعمال شغب واسعة، على خلفية اتهام “أحد الأجانب” بالاعتداء جنسيا على طفل، حيث نزل مئات من الأشخاص إلى الشوارع وهاجموا محلات تجارية لسوريين.

وبحسب شهود عيان، فقد نزل مئات من المواطنين إلى الشوارع وقطعوا عددًا من الطرق الرئيسية بمنطقة (بوزوفا) وهاجموا محلات السوريين التجارية بالمنطقة، مدّعين أن المتهم بالاعتداء على الطفل “خبّاز سوري الجنسية” وهو ما لم تؤكده أيّ مصادر رسمية.

وذكر مراسل الجزيرة مباشر، أن والي (شانلي أورفا) أصدر بيانًا صحفيًّا، أكد فيه إلقاء السلطات التركية القبض على “أجنبي” دون تحديد جنسيته، بتهمة “الاعتداء جنسيًّا” على أحد الأطفال.

وأوضح البيان، أن حادثة الاعتداء جرت مساء الاثنين الماضي وأن الكشوف الطبية أكدت تعرُّض الطفل لاعتداء جنسي، وقال “إثر ذلك تحركت الجهات المعنية وألقت القبص على الأجنبي المتهم بالاعتداء على الطفل، وعقب عرضه على المحكمة، أمر القاضي باعتقاله على الفور”.

ونظّم المئات من أهالي حي (بوزوفا) مسيرة احتجاجية بعد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، تطورت إلى أعمال شغب واسعة، وتحطيم بعض المحلات التجارية التابعة لأجانب مقيمين هناك.

من جانبها دفعت قوات الأمن بأعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب لتفريق المتجمهرين، مستخدمة خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، ورشق المتجمهرون قوات الأمن بالحجارة، مرددين هتافات معادية لوجود الأجانب في تركيا.

كما فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة في الأحياء التي تشهد كثافة سكانية للسوريين لمنع اتساع أعمال الشغب.

وعلّق الناشط الإعلامي السوري المهتم بقضايا حقوق اللاجئين أسامة الموسى قائلًا “في كل حادثة تحصل يكفي القول إن المعتدي أجنبي سواء كان سوريًّا أو غير سوريّ، ليتحرك بعض العنصريين ويستخدموا هذه الحوادث ضد وجود العرب عامة والسوريين خاصة”.

وقال لموقع الجزيرة مباشر إن المسيء يعاقب من قبل القانون “ونحن أيضًا ضد أي انتهاك للقانون ومع المحاسبة الفردية للشخص من قبل الدولة”، مؤكدًا أنه لا يمكن السماح بالعقاب الجماعي.

وأشار إلى أن السوريين يعيشون هذه الأيام في ترقب خوفًا من الترحيل من قبل السلطات التركية، أو من الاعتداءات المتكررة على اللاجئين والأجانب في تركيا.

وطالب الحكومة التركية بتعويض المتضررين من أعمال الشغب، وتجريم الاعتداءات الجماعية المتكررة، والتحريض عليهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرًا تحميل السوريين المسؤولية عن أفعال فردية، بسبب غياب مؤسسات سورية تدافع عنهم في تركيا.

في هذا السياق، قال الصحفي السوري أحمد كامل لموقع الجزيرة مباشر إن التوتر في علاقة الأتراك بالسوريين عمل مقصود، ينمَّى بفعل فاعل، مضيفًا أن هناك جهات سياسية تغذّي الاحتقان بين الطرفين، لدرجة أنه ينفجر عنفًا جماعيًّا لأدنى سبب، وأحيانًا لمجرد شائعة أو خبر كاذب.

واتهم كامل الأحزاب السياسية التركية بالاستثمار سياسيًّا في “كراهية الأجانب” وخاصة اللاجئين وعلى الأخص السوريين، مشيرًا إلى أن هذه الأحزاب وجدت في الانتخابات البلدية السابقة “أن هذا الاستثمار مربح انتخابيًّا”.

وقال إن هناك جهات “معظمها إعلامية مرتبطة بجهات معادية للحكومة التركية وتركيا، تزيد التوتر بين الشعبين، وتعتبر كل خلاف بين سوري وتركي عنصرية، وتعتبر كل حادثة جريمة بحق كل السوريين”.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان