احتجاجات على غلاء المعيشة في مناطق سيطرة النظام السوري جنوبي البلاد (فيديو)

تظاهر مئات السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري جنوبي البلاد، اليوم الأحد، احتجاجًا على غلاء الأسعار وتردي الوضع المعيشي في البلاد.

وأفاد شهود عيان بتجمع المئات من أبناء القرى والريف في ساحة وسط مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية للتظاهر تنديدًا بالواقع الاقتصادي والمعيشي المزري وسط هتافات مناهضة للنظام وحكومته.

وتأتي المظاهرات تزامنًا مع العصيان المدني الذي بدأ صباح اليوم في المدينة بعد الإعلان عنه من قبل عشائر بدو السويداء.

وشهدت المدينة إغلاقًا تامًا للطرق الرئيسة والفرعية جميعها المؤدية إليها من قبل عشرات المواطنين المحتجين، كما تشهد الدوائر الحكومية كلها والمحال التجارية إغلاقًا تامًا كذلك وسط انعدام في حركة المرور.

ويأتي هذا الإضراب الذي يندر حدوثه في محافظة السويداء بعد قرار الحكومة هذا الأسبوع رفع الدعم عن الوقود، مما أثر سلبًا في معيشة السكان الذين يعانون جراء تدهور الاقتصاد بعد 12 عامًا من اندلاع الثورة السورية.

والثلاثاء الماضي، أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد مرسومًا بزيادة الأجور بنسبة 100%، وأعلنت حكومة النظام قرارات برفع أسعار المحروقات بنسبة 150 إلى 200%.

وذكرت “منصة السويداء 24” الإخبارية أنها أحصت “أكثر من 40 نقطة احتجاج في محافظة السويداء تجاوبًا مع دعوات الإضراب العام، التي تجاوب معها أهالي المحافظة بشكل ملفت وغير مسبوق منذ عام 2011″، وأن بعض المحتجين أطلقوا شعارات معارضة للرئيس بشار الأسد.

وأضافت عبر فيسبوك أن “وسط مدينة السويداء احتشد مئات المحتجين”، ونشرت صورًا لمئات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع، في حين بدت المتاجر المجاورة لهم مغلقة.

وكُتب على إحدى اللافتات “بدنا نعيش بكرامة، بدنا المعتقلين، بدنا مستقبل لأولادنا”، وكُتب على لافتة أخرى “حرية الشعب واستقلاله أكبر من منصب رئيس”.

وذكرت إذاعة “شام إف إم” الموالية للحكومة أن الامتحانات الجامعية في المحافظة أجلت بسبب إغلاق الطرق.

وظلت السويداء، وهي معقل للأقلية الدرزية في سوريا، بشكل عام بمنأى عن المعارك والاشتباكات، إلا أنها تشهد احتجاجات ضد الظروف المعيشية من حين لآخر.

ففي ديسمبر/كانون الأول 2022، قُتل متظاهر وشرطي عندما تدخلت قوات الأمن لقمع تظاهرة في مدينة السويداء.

تجدر الإشارة إلى أن المناطق الساحلية، التي تعد معقلًا لأنصار الأسد، شهدت احتجاجات عدة الشهر الماضي على الدخول المنخفضة.

والسبت، تظاهر العشرات في محافظة درعا المجاورة ورفع بعضهم علم المعارضة السورية وطالبوا برحيل الأسد.

وشهدت درعا بداية اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد عام 2011، ولكن النظام استعاد السيطرة على المحافظة في عام 2018 ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار سهلته روسيا.

وفي مارس/آذار 2011، اندلعت بسوريا ثورة شعبية مناهضة لنظام بشار الأسد طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكنه أقدم على قمعها عسكريًا ما زج بالبلاد في حرب مدمرة.

وأسفرت الحرب التي نتجت جراء رد النظام القمعي على ثورة الشعب السلمية إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين منذ اندلاعها قبل أن يتحول الأمر إلى نزاع دام تدخلت فيه قوى أجنبية ومسلحون من مختلف أنحاء العالم.