قمة “بريكس”.. بوتين يؤكد أن التخلص من الدولار عملية لا رجعة فيها وواشنطن تعلق (فيديو)
تُمثل بلدان “بريكس” البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ربع الاقتصاد العالمي بينما أبدت المزيد من الدول اهتماما بالانضمام إلى التكتل قبيل قمته التي تستضيفها جوهانسبرغ اليوم

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات مسجلة أمام قمة “بريكس” في جنوب إفريقيا، إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم.
وأضاف “نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا بعضًا، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا، و(هو مسار) موجَّه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي، ما يسمى الأغلبية العالمية”.
وأعلن بوتين أن التخلص من الدولار في التسويات بين دول “بريكس” عملية لا رجعة فيها، مؤكدًا العمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي.
وأوضح بوتين أن هناك تحديات أمام مجموعة “بريكس”، من تقلبات أسعار الطاقة والتصرفات غير المسؤولة من دول عدة. وأشار إلى أن الاستثمار في دول بريكس زاد بمعدل 6 أضعاف.
ولم يحضر بوتين بشخصه في جوهانسبرغ بسبب مذكرة اعتقال دولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
وصباح الثلاثاء، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لمجموعة “بريكس” إن الاقتصاد الصيني متين، وإن أساسيات نموه على المدى الطويل لم تتغير، وفق بيان قرأه وزير التجارة الصيني وانغ ونتاو.
واستضافت جنوب إفريقيا الرئيس الصيني المؤيد الرئيسي لتوسع بريكس، في زيارة رسمية، وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا الذي كان جالسًا إلى جانب شي، إن البلدين لديهما “وجهات نظر مماثلة” بشأن التوسع.
وأضاف رامابوسا “نشاركك وجهة نظرك أيها الرئيس شي، بأن بريكس منتدى شديد الأهمية، ويؤدي دورًا مهمًّا في إصلاح الحوكمة العالمية، وفي الترويج للتعددية والتعاون في جميع أنحاء العالم”.

منافس جيوسياسي
في السياق، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن الولايات المتحدة تستبعد تحوّل مجموعة دول بريكس إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر.
وأضاف في إفادة صحفية “هذه مجموعة متنوعة من الدول، لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة”.
وصباح الثلاثاء، انطلقت في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا أعمال الاجتماعات الـ15 لمجموعة “بريكس” التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وسط توقعات بنظر الأعضاء لطلبات انضمام من جانب أكثر من 20 دولة، وبحث مشروعات لتعزيز الاستثمار في إفريقيا.

توسيع العضوية
وبالإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال قمة “بريكس” تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء، لكن المنظمين في جنوب إفريقيا يقولون إنه لن يجري مناقشة مسألة عملة لبريكس، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.
وطلبت 20 دولة الانضمام إلى الكتلة، بما فيها الجزائر والسعودية والأرجنتين وبنغلادش وكوبا ومصر وإثيوبيا وإيران وفيتنام، وأعربت أخرى مثل المكسيك وباكستان وتركيا عن اهتمامها بالعضوية.
وقبل مناقشة شروط الانضمام، يتعين على الدول الأعضاء في مجموعة “بريكس” أن تتفق على فكرة التوسع في ذاتها، إذ إن الصين والهند -أقوى اقتصادين في الكتلة- منقسمتان بشأن هذه المسألة.
و”بريكس” تضم مجموعة متباينة من الدول تمتد من الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي يعاني حاليًّا من التباطؤ، إلى جنوب إفريقيا الضعيفة اقتصاديًّا والتي تواجه أزمة طاقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي.
والهند التي تعزز تقاربها مع الغرب، وكذا تفعل البرازيل في عهد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بينما تعاني روسيا عقوبات غربية بسبب حربها في أوكرانيا.

وتقع اشتباكات بين الهند والصين على طول حدودهما المتنازع عليها بين الحين والآخر، مما يزيد من صعوبة صنع القرار في مجموعة تعتمد على توافق الآراء.
وكان التوسع هدفًا للصين منذ مدة طويلة، إذ تأمل أن تضفي العضوية الأوسع نفوذًا لمجموعة تضم بالفعل نحو 40% من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.