انفجارات جديدة وقصف جوي.. الأمم المتحدة: الحرب والجوع يهددان بتدمير السودان كله

قال مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الحرب في السودان تثير وضعا إنسانيا طارئا له أبعاد هائلة

تواصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الجمعة في العاصمة ومدن أخرى بغرب البلاد، حيث سُمعت أصوات المدفعية الثقيلة في عدد من مناطق الخرطوم.

وأفاد مراسل الجزيرة مباشر، بأن الطيران الحربي التابع للجيش قصف اليوم الجمعة، مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات جنوبي العاصمة الخرطوم.

كما سُمع دويّ انفجارات بمنطقة بري الواقعة شرقي القيادة العامة للجيش تزامنًا مع تحليق للطائرات الحربية التابعة للجيش ودوي كثيف للمضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع في أرجاء مختلفة من العاصمة.

وفي مدينة أم درمان غربي العاصمة أفاد مراسلنا بسماع دوي انفجارات وسط المدينة وأصوات أسلحة ثقيلة وخفيفة في المنطقة المحيطة بالسوق الشعبي وعدد من الأحياء المتاخمة للسوق جراء تواصل الاقتتال بين الطرفين.

يأتي ذلك في وقت دوت فيه أصوات المدفعية الثقيلة التي تطلقها قوات الجيش المتمركزة في سلاح المهندسين الواقع جنوبي أم درمان نحو أهداف يقول الجيش إنها تتبع للدعم السريع غربي المدينة.

“تدمير السودان كله”

من جانبها حذرت الأمم المتحدة في بيان اليوم الجمعة من أن الحرب والجوع يهددان بـ”تدمير” السودان كله في ظل المعارك العنيفة الجارية منذ 15 إبريل/ نيسان في هذا البلد بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (مارتن غريفيث) إن الحرب في السودان تثير وضعًا إنسانيًّا طارئًا له أبعاد هائلة، محذرًا من أن “النزاع الذي يتسع مع ما يخلفه من جوع وأمراض ونزوح سكاني، أصبح يهدد بالإطاحة بالبلاد بكاملها”.

وأسفرت الحرب عن مقتل ما يقرب من 5000 شخص، وفقًا لمنظمة “أكليد” غير الحكومية، لكن الحصيلة الحقيقية أعلى من ذلك على الأرجح نظرًا إلى أن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا عن العالم، كما يرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.

وخلال 4 أشهر، اضطر أكثر من 4.6 ملايين شخص إلى النزوح داخل البلاد أو الفرار إلى الدول المجاورة.

وقال غريفيث “كلما طال أمد القتال، صار تأثيره أكثر تدميرًا” مشيرًا إلى أن بعض المناطق لم يبقَ فيها أي طعام، وأن مئات الآلاف من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت الوشيك إذا لم يحصلوا على العلاج.

“المعارك تتوسع”

ونبّه المسؤول الكبير في الأمم المتحدة إلى أن المعارك العنيفة التي اجتاحت العاصمة الخرطوم ودارفور منذ منتصف إبريل الماضي، توسعت وامتدت إلى ولايات كردفان.

وقال إن مدينة كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان، نفدت فيها الإمدادات الغذائية كلّيًّا، في حين أن الاشتباكات وحواجز الطرق تمنع عمال الإغاثة من الوصول إلى السكان الذين يعانون الجوع.

كما تعرضت مكاتب منظمات الإغاثة للسرقة والنهب في مدينة (الفولة) عاصمة غرب كردفان، وأبدى المسؤول الأممي “قلقه البالغ بشأن سلامة المدنيين في ولاية الجزيرة، مع اقتراب النزاع من سلة الغذاء السودانية”.

وكشف غريفيث أن أمراضًا مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك وغيرها تنتشر في جميع أنحاء البلاد ولا يحصل معظم الناس على العلاج الطبي، بعد أن تسببت الحرب في تدمير القطاع الصحي، وخرجت معظم المستشفيات من الخدمة.

وبعد أن زاد لجوء نحو مليون شخص من السودان إلى البلدان المجاورة الضغط على المجتمعات المضيفة، قال غريفيث إن “طول أمد النزاع في السودان قد يدفع المنطقة بأكملها إلى كارثة إنسانية”.

ودعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى وقف الحرب وقال “آن الأوان لكي يضع جميع المنخرطين في هذا النزاع مصلحة شعب السودان فوق السعي للاستحواذ على السلطة أو الموارد”.

المصدر: الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان