مظاهرات دعم في الخارج وانضمام وجهاء.. تواصل احتجاجات السويداء لليوم الثامن ورقعة التأييد تتسع (فيديو)
انضم إلى احتجاجات اليوم عدد من وجهاء السويداء كما خرجت في برلين مظاهرات داعمة للحراك المستمر منذ أكثر من أسبوع

خرج متظاهرون في مدينة السويداء -أحد أبرز معاقل النظام جنوبي سوريا- لليوم الثامن على التوالي مطالبين برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.
وهتف المحتجون -الذين احتشدوا في ساحة الكرامة وسط المدينة- “تحيا سوريا ويسقط بشار الأسد”، ورفعوا شعارات طالبوا فيها بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي صدر عام 2015، وينص على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية.
انضمام وجهاء إلى المظاهرات
وانضم إلى مظاهرات اليوم عدد من وجهاء محافظة السويداء، بالإضافة إلى عدد من وجهاء العشائر من الريف، ووفود من قرى تابعة للمحافظة.
وقال أحد المتظاهرين للجزيرة مباشر “لقد صبرنا صبر أيوب على أمل أن يكون هناك ضوء في نهاية النفق، لكن تبيَّن أن الضوء لن يأتي، لقد أُنهِك هذا الشعب في كل أنحاء سوريا، نريد الكرامة والحرية لجميع أفراء الشعب”، وأكد أن المتظاهرين لن يتركوا الساحة حتى يذهب “الديكتاتور”.
لافتات رفعها المحتجون في مدينة #السويداء باللغتين العربية والإنجليزية للتعبير عن مطالبهم بالحرية والتغيير.#إضراب_السويداء pic.twitter.com/igaf5U03B2
— السويداء 24 (@suwayda24) August 27, 2023
مظاهرات دعم في ألمانيا
وخرجت في العاصمة الألمانية برلين، صباح اليوم، مظاهرات داعمة لاحتجاجات السويداء، رفع المشاركون فيها أعلام الثورة السورية، مطالبين بتحقيق مطالب المتظاهرين وإسقاط نظام الأسد.
كما أصدر المجلس الوطني الكردي (ائتلاف سياسي يضم 15 حزبًا وفصيلًا من أكراد سوريا، ويتمتع باعتراف دولي ورعاية من إقليم كردستان العراق) بيانًا أعرب فيه عن تضامنه مع المتظاهرين، وقال إن انسداد الأفق السياسي وغياب أي مبادرة لحل الأزمة الاقتصادية في سوريا، واستمرار الاستهانة بحياة الناس وكرامتهم، هو ما دفع أهالي السويداء إلى الخروج والتظاهر.
وأكد المجلس، في بيان نشره الجمعة على موقعه الرسمي، أنه يقف مع الشعب السوري في محنته ومطالب أبناء السويداء في الحرية والكرامة والحياة الإنسانية، ودعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمّل المسؤولية، وإلزام النظام بتنفيذ القرار الأممي رقم 2254، معتبرًا أنه الحل الوحيد لإنقاذ سوريا.
وتعيش سوريا في خضم أزمة اقتصادية عميقة شهدت انهيار العملة المحلية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأغذية والإمدادات الأساسية، وتقول حكومة الأسد إن عقوبات الغرب هي السبب في الأزمة.
“لها قيمة كبيرة”
وتعليقًا على المظاهرات، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد كامل، أمس السبت، إن قيمة المظاهرات التي تخرج في السويداء، تكمن في أنها سحبت من النظام ورقة الدعاية الأساسية التي يروّج لها بأنه “حامي الأقليات”.
وأضاف للجزيرة مباشر أن مظاهرات السويداء تهدم العمود الرئيسي لدعاية النظام، الذي يقمع كل من يثور بوجهه، موضحًا أن لمظاهرات السويداء قيمة كبيرة في الصراع الطويل الذي يخوضه الشعب السوري منذ بداية ثورته.
ونقلت رويترز عن مصادر أمنية ودبلوماسيين قولهم، إن احتجاجات السويداء تؤجج المخاوف لدى المسؤولين من امتدادها إلى المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط، وهي معاقل أقلية الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، حيث أطلق ناشطون في الآونة الأخيرة دعوات نادرة إلى الإضراب.
والأحد الماضي، تظاهر مئات السوريين بمناطق سيطرة الحكومة السورية بجنوبي البلاد، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار وتردي الوضع المعيشي في البلاد، حيث تجمَّع المئات من أبناء القرى والريف في ساحة وسط مدينة السويداء -ذات الأغلبية الدرزية- للتظاهر تنديدًا بالواقع الاقتصادي والمعيشي.
وجاءت الاحتجاجات تزامنًا مع العصيان المدني، بعد الإعلان عنه من قِبل عشائر بدو السويداء، حيث شهدت المدينة إغلاقًا تامًّا لجميع الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المدينة من قِبل عشرات المواطنين المحتجين، كما أُغلقت جميع الدوائر الحكومية والمحال التجارية.