غضب محلي وعربي لعزم فرنسا حظر ارتداء العباءة الإسلامية في مدارسها

هاجم ناشطون وسياسيون وزير التربية الفرنسي غابريل أتال، بعد إعلان عزمه حظر ارتداء العباءة الإسلامية في المدارس، كونها “تنتهك القوانين العلمانية في البلاد”.
وقال أتال خلال تصريحات لقناة “تي إف 1” المحلية أول أمس الأحد، بشأن العام الدراسي الجديد “المدرسة الفرنسية بُنيت على أسس قوية، والعلمانية واحدة منها، ولهذا لا ينبغي أن تتمكن من التعرف على ديانات التلاميذ خلال دخولك قاعات التدريس”، وقرر منع ارتداء “الألبسة القادمة من الشرق الأوسط” في المدارس.
وفي فرنسا، يحظر قانون صدر عام 2004، ارتداء الطلاب في المدارس للعلامات أو الملابس التي تُظهر انتماءهم الديني.
"ارتداء العباءة في المدرسة لن يكون ممكنًا بعد الآن"
🚫 أعلن وزير التربية الفرنسي "غابريال أتال" أمس الأحد أنّه "سيحظّر ارتداء العباية في المدارس بحجّة أنّ هذا اللباس ينتهك القوانين العلمانيّة الصارمة في مجال التعليم في البلاد " .
🗣 وقال "أتال" خلال مقابلة مع تلفزيون "تي إف 1"… pic.twitter.com/PUeVlRCMy0
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 28, 2023
وأدان حزب “فرنسا الأبية” اليساري القرار واعتبره “معاديًا للإسلام”، وأعلن منسق الحزب النائب مانويل بومبار، اليوم الثلاثاء، عزمه اللجوء إلى مجلس الدولة -أعلى محكمة إدارية فرنسية- للطعن في القرار.
وقال إن هذا الحظر “يثير المخاوف والأوهام، وسيترجم مرة أخرى بتمييز حيال الفتيات وبخاصة المسلمات”، مضيفًا “تقول السلطات الدينية الإسلامية إن العباءات ليست لباسًا دينيًّا، وبالتالي لست أرى سببًا لحظرها”، وشدّد على أن السعي لتنظيم لباس المرأة قرار “مفتوح على كل الاحتمالات”.
بدوره، أعرب زعيم الحزب جان لوك ميلانشون في منشور على موقع تويتر عن “حزنه لرؤية العودة إلى المدراس عرضة للاستقطاب السياسي عبر حرب دينية جديدة سخيفة ومصطنعة تمامًا حول لباس نسائي”.
Tristesse de voir la rentrée scolaire politiquement polarisée par une nouvelle absurde guerre de religion entièrement artificielle à propos d'un habit féminin. À quand la paix civile et la vraie laïcité qui unit au lieu d'exaspérer ?
— Jean-Luc Mélenchon (@JLMelenchon) August 28, 2023
وقال ناشطون فرنسيون إن المدراس تعاني مشكلات أكبر من زي الطلاب، وكتب النائب الفرنسي دافيد غيرو “أول عمل لوزير التربية الوطنية الجديد لن يكون فتح المدارس، ولا زيادة رواتب الموظفين، ولا فتح مناصب لدعم الطلاب ذوي الإعاقة، بل حظر الملابس. استخلصوا استنتاجاتكم من هذا الأمر”.
Le premier acte du nouveau Ministre de l’Éducation Nationale n’aura donc pas été d’ouvrir des écoles, ni de revaloriser les salaires des personnels, ni d’ouvrir des postes pour accompagner les élèves en situation de handicap, mais d’interdire un vêtement. Tirez-en vos conclusions https://t.co/yJPFUa8oby
— David Guiraud (@GuiraudInd) August 27, 2023
وأدان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) قرار الوزير، وكرر المجلس دعوته وزارة الخارجية الأمريكية إلى تصنيف فرنسا “دولة مثيرة للقلق بشكل خاص”.
انتقادات عربية وإسلامية
وأثار القرار حالة من الانتقادات والغضب بين العرب والمسلمين الذين استنكروا تصاعد الإجراءات والخطوات الفرنسية الرسمية التي تزيد من الخناق على المسلمين في فرنسا.
وغرد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، منتقدًا السياسيات الفرنسية حول اعتبار أن نزع الزي الإسلامي عن الطلاب في فرنسا يُعَد قرارًا جمهوريًّا يحافظ على القيم، بينما لو قررت دولة إسلامية فرض الحجاب سيُعَد ذلك “همجية واضطهادًا”.
مقارنات ومفارقات..
ماذا لو قررت دولة إسلامية فرض الحجاب أليس سيتداعى كل مسعور لعد ذلك همجية واضطهادا وبالمقابل عندما ينزع الزي الإسلامي للطلاب في فرنسا للطالبات ويضيق على الحجاب يعد ذلك قرارا جمهوريا يحافظ على قيم المجتمع ..
وهكذا هي سياسة التطفيف.— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) August 29, 2023
واستنكر المحلل السياسي زهير بوعمامة تصريحات الوزير، وكتب “دولة تتراجع في كل الأمور الجادة، وصار كل همها منذ سنوات إطلاق معارك ضد قطعة قماش تضعها المسلمات على الرأس أو تلبسنها عادة أو التزامًا دينيًّا”.
فرنسا تريد منع العباية في مدارسها !
دولة تتراجع في كل الأمور الجادة ، وصار كل همها منذ سنوات إطلاق معارك دونكيشوتية ضد قطعة قماش تضعها المسلمات على الرأس أو تلبسنها عادة أو التزاما دينيا.
هذه الدولة تستحق فعلا أن تفتح صوان عزاء في حالها البائس الذي أوصلتها إليه نخب رديئة حاقدة. https://t.co/DXQzPzeQaz— zoheir bouamama زهير بوعمامة (@ZoheirBouamama) August 28, 2023
وقالت الصحفية فايزة بن محمد “سعر الديزل هو 1.90 يورو/لتر، لكن أولوية هذه الحكومة هي حظر الزي الذي لا يعدو كونه مجرد فستان طويل”.
Le gasoil à 1.90€/L mais la priorité de ce gouvernement c’est d’interdire une tenue qui n’est rien d’autre qu’une robe longue.
L’islamophobie comme seul projet de la rentrée politique… https://t.co/MiNJ7QaJH4— Feïza Ben Mohamed (@FeizaBM) August 27, 2023