“دفاعا عن العلمانية”.. ماكرون يدعو إلى الحزم بمنع ارتداء العباءة والملابس الإسلامية في المدارس
التلاميذ بالعباءات والقمصان الطويلة لن يدخلوا الفصول الدراسية في فرنسا “اعتبارا من الاثنين”

قبل 3 أيام من بدء العام الدراسي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إلى اتباع الحزم في منع ارتداء العباءة وغيرها من الملابس الإسلامية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال ماكرون خلال زيارته لمدرسة ثانوية مهنية في أورانج (جنوبي فرنسا) إن الحكومة “لن تدع أي شيء يمر. نعلم أنه ستكون هناك حالات.. جراء الإهمال ربما، ولكن حالات كثيرة لمحاولة تحدي النظام الجمهوري. علينا أن نكون حازمين”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتقرير يكشف عن محاولات أوربية لتقنين “الإسلاموفوبيا”.. إليك التفاصيل
مفكر فرنسي: الإسلاموفوبيا أصبحت ظاهرة رسمية لحكومة باريس.. وهذا هو السبب
تصاعد “الإسلاموفوبيا”.. تركيا تعلق على قرار المحكمة الأوربية بحظر الحجاب للمسلمات
وبرر ماكرون المنع بالقول إنه “لا ينبغي أبدًا ترك المعلمين ومديري المدارس يواجهون بمفردهم الضغوط أو التحديات القائمة بشأن هذا الموضوع”.
وشدد على أن من سماهم بفرسان الجمهورية “لديهم الحق في الدفاع عن العلمانية.. وعلينا أن نبدي تأييدنا لهم عندما يتعرضون للتهديد والضغط”، مؤكدًا أن “الدولة والجمهورية تقفان وراءهم”.
ووعد ماكرون بأنه “في المدارس الثانوية أو الكليات الأكثر حساسية، سيتم فرز موظفين محددين للعمل بجانب مديري المؤسسات والمعلمين لدعمهم، وكذلك للمشاركة في الحوار الضروري مع العائلات والطلاب”.
وأمس الخميس، أرسل وزير التربية الفرنسي غابرييل أتال مذكرة إلى رؤساء المؤسسات التعليمية أكد فيها أن ارتداء العباءة والقميص الطويل “يعبّر عن انتماء ديني في البيئة المدرسية ولا يمكن التسامح معه فيها”.
وأكد أتال أنه لن تتمكّن التلميذات اللواتي يرتدن المدارس وهن يرتدين عباءات من دخول الصفوف، لكن “سيرحّب بهن” في المؤسسات التعليمية التي “ستشرح لهن معنى” هذا الحظر منذ بداية العام الدراسي، وأشار إلى أن القاعدة الجديدة ستشمل أيضًا ارتداء القميص (عباءة رجالية).
من جهته، قال عبد الله زكري نائب رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي، إن العباءة (اللباس الطويل) ليست لباسًا دينيًا وإنما شكل من أشكال الموضة، مستغربًا حظرها، كما أعرب عن أمله بأن يكون أتال قد استشار المرجعيات الدينية قبل اتخاذ هذا القرار.
وأضاف “عندما تذهبون إلى المتاجر ترون العباءة، وهي عبارة عن لباس طويل فضفاض. إنها ليست لباسًا دينيًا”، داعيًا إلى إصدار بيان لإيضاح أسباب الحظر.

انتقاد أممي
وانتقدت الأمم المتحدة قرار فرنسا حظر ارتداء العباءة في المدارس الابتدائية والثانوية، وفق تصريحات صحفية لمتحدثة مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مارتا هيرتادو.
وقالت مارتا إن “المعايير الدولية لحقوق الإنسان تنص على ضرورة عدم فرض قيود على المظاهر المرتبطة بالدين أو المعتقد، بما فيها اختيار الملابس، إلا تحت ظروف محدودة للغاية بما فيها تلك المرتبطة بالسلامة والنظام والصحة أو الأخلاقيات العامة”.
وأضافت أن “تحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب إدراك الحواجز التي تمنع النساء والفتيات من اتخاذ اختيارات حرة، وتهيئة بيئة تدعم قراراتهن بما في ذلك اختيار الملبس”.
وتعدّ فرنسا اللباس الطويل الذي ترتديه الفتيات المسمى بالعباءة “رمزًا دينيًا”، كما أنها تحظر في الوقت الراهن الحجاب في المدارس الابتدائية والثانوية.
وهاجم ناشطون وسياسيون فرنسيون قرار حظر العباءة مشيرين إلى أن المدراس تعاني من مشكلات أكبر من زي الطلاب.
كما أثار القرار حالة من الانتقادات والغضب بين المغردين العرب الذي استنكروا تصاعد الإجراءات والخطوات الفرنسية الرسمية التي تزيد من الخناق على المسلمين في فرنسا.