كارثة جيل.. ملايين الطلاب في السودان خارج مقاعد الدراسة ومستقبلهم في مهب المعركة

تصدرت الأزمة التعليمية التي يواجهها ملايين الطلاب في السودان مخاوف المواطنين ورواد منصات التواصل، وسط مطالبات حقوقية وأممية بتوفير فرصة تعليم بديلة، تمنع ما أطلق عليه البعض “كارثة جيل”.
وتواترت أنباء عن نية الحكومة تعطيل العام الدراسي 2023–2024، في ظل عدم صرف رواتب المعلمين، وتحوّل المدارس في الولايات إلى دور إيواء للنازحين الفارين من نيران الحرب في العاصمة الخرطوم.
ولفت مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لضرورة توفير الدعم المادي المطلوب لمساعدة أطفال السودان، وتنفيذ خطة استجابة عاجلة للتعامل مع الأمر.
وكتب المكتب في منشور على منصة “إكس”: “كلما طال أمد النزاع في السودان، كلما استمرّ انقطاع جيل كامل من الأطفال عن التعليم”.
كلما طال أمد النزاع في #السودان، كلما استمر انقطاع جيل كامل من الأطفال عن التعليم.
تتطلّب خطة الاستجابة الإنسانية المنقّحة لعام 2023 مبلغ 131 مليون دولار لتوفير خدمات التعليم، إلا أنه لم يُستلم من هذا المبلغ سوى 19% فقط، رغم مرور 8 أشهر على إطلاق الخطة❗️#ساند_السودان pic.twitter.com/YGjRAoB52q
— UN OCHA Sudan (@UNOCHA_Sudan) August 31, 2023
ويعاني ملايين الطلاب في السودان من الانقطاع عن التعليم، حيث أجبر الكثيرون على النزوح بعيدًا عن مدارسهم، كما لم تستكمل الدراسة منذ اندلاع الحرب، وسط غموض المستقبل حول عودتها للانتظام من جديد.
وعلى المستوى الجامعي، أفادت وزارة التعليم العالي في بيان لها الأحد الماضي، بتضرر 104 من المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية، نتيجة الاقتتال المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وحسب البيان، فقد تضررت الجامعات الحكومية في الخرطوم جميعها، مع 10 جامعات خاصة، وجامعتين أهليتين، وفي الولايات، تضررت 6 جامعات حكومية وأخرى خاصة بكلياتها المختلفة.
وعلّق نشطاء في مواقع التواصل على الأزمة التي تشير لمدى الدمار الذي لحق بالبلاد جراء الاقتتال.
فعلّق المدوّن فتحي رمضان: “هذه الحرب أعادت السودان خمسين عامًا للخلف، علميًا واقتصاديًا، والخسائر التي وقعت في الأفراد والممتلكات غير مسبوقة”.
وقال المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر إن “المدارس في ولايات الخرطوم أصبحت ثكنات عسكرية أو مستهدفة بالقصف ولدينا نماذج كثيرة من المدارس”.
وأضاف لوكالة الأناضول: “في المناطق الآمنة والتي أصبحت ملاذًا آمنًا للفارين من مناطق الحرب مثل ولايات الجزيرة (وسط) نهر النيل، والشمالية (شمال)، وكسلا (شرق)، والنيل الأبيض (جنوب)، وسنار (جنوب شرق) أصبحت دور إيواء بالنسبة للنازحين”.
إنقاذ جيل من الضياع
وطالب مدونون على مواقع التواصل باتخاذ خطوات جادة، لإنقاذ جيل كامل من الضياع، ومنحه الحق في التعليم، مطالبين المؤسسات المسؤولة بتوفير بدائل سريعة وملاءمة.
وكتبت المدوّنة ريهام العزب: “التعليم هو مفتاح تطور الأمم وازدهارها، وتأثر 104 مؤسسات تعليمية في السودان جراء الصراع يذكرنا بأهمية تحقيق الاستقرار والسلام للحفاظ على تعليم الأجيال القادمة”.
وعلّق المدوّن وائل الرشيد: “القطاع الصحي وقطاع التعليم في حاجة لأي دفعة حقيقية للأمام والدول المانحة في استطاعتها إخراج السودان من هذا المأزق”.
والله العظيم الواحد كان نفسو ينال الشهادة أو يموت في سبيلها، وهذه المؤسسات الصغيرة كانت بتحوي أحلام أكبر من سعتها، والناس كانت عارفة ولكن مواصلة سعيها رغم المتاريس.
بتمنى مظاهر التمدن تلقى طريق عودتها للخرطوم وباقي السودان. قبح الله العسكرية وكل تمظهراتها ومحاولات تطبيعها. https://t.co/G4kFI1cwV7— SmellyCat (@selmaalhadi) August 31, 2023
ويعاني طلاب السودان من مشاكل عديدة، حيث توقفت الجامعات داخل السودان لأجل غير مسمى، كما يشكو النازحون من فقدانهم لأوراقهم وارتفاع مصاريف التعليم المطلوبة، في دول النزوح.