زلزال المغرب.. منازل الطوب اللبن تُصعّب عملية البحث عن ناجين والحكومة تطلق برنامج إعادة التعمير (فيديو)

مع بناء العديد من البيوت من الطوب اللبن والأخشاب، انهارت المباني بسهولة لتتحول إلى أكوام حطام عندما وقع الزلزال

حذرت فرق الإنقاذ التي تبحث وسط الركام بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب من أن البيوت التقليدية المبنية من “الطوب اللبن والحجر والخشب” المنتشرة في منطقة جبال الأطلس الكبير، تقلل فرص العثور على ناجين.

وفي مركز للجيش جنوبي مدينة مراكش التاريخية، غير بعيد عن مركز الزلزال، نقلت رويترز عن أحد أفراد الإنقاذ العسكري، طالبًا عدم كشف هويته بسبب قواعد الجيش التي تمنع التحدث لوسائل الإعلام “من الصعب انتشال أحياء لأن معظم الجدران والأسقف تحولت إلى تراب عندما سقطت، ودفنت من كان بالداخل ولم يغادر”.

ومساء الجمعة، ضرب زلزال مدنًا كبرى عدة في المغرب بينها العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال) وأغادير وتارودانت (وسط)، وبلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر.

بيوت “الطين اللبن” تهدمت بفعل زلزال المغرب المدمر (رويترز)

وذكرت وكالة الأنباء المغربية الرسمية في أحدث تقرير لها عن حصيلة الضحايا، اليوم الاثنين، أن أقوى زلزال يضرب المغرب منذ عام 1900 على الأقل أودى بحياة ما لا يقل عن 2681 شخصًا، و2501 مصاب، وما زال كثيرون في عداد المفقودين.

ومع بناء العديد من البيوت من الطوب اللبن والأخشاب أو الأسمنت وكتل النسيم (لبنة بناء مسامية خفيفة الوزن)، انهارت المباني بسهولة لتتحول إلى أكوام حطام عندما وقع الزلزال في وقت متأخر مساء الجمعة، دون إتاحة جيوب هوائية يمكن أن توفرها المباني الخرسانية الجاهزة في مواجهة الزلازل.

بيوت متهدمة جراء زلزال المغرب (رويترز)

وقال خبراء إنه حتى المنازل أو المباني الخرسانية تفتقر في كثير من الأحيان إلى تصميم مضاد للزلازل في منطقة غير معتادة على مثل هذه الهزات القوية، مما يترك الناجين وعمال الإنقاذ يتنقلون بين أكوام الأنقاض مع عدم وجود أي جدران تقريبًا.

وقال أنطونيو نوجاليس، منسق عمليات منظمة “رجال الإطفاء المتحدون بلا حدود” وهو فريق إنقاذ إسباني، لقناة (تي في إي) الإسبانية “هذا النوع من الانهيار يسبب صعوبة في ولوج الهواء بسبب أنواع المواد، مثل الطوب اللبن”.

وأضاف “الصلب والخرسانة يُسهّلان إمكانية وجود ناجين، لكن هذه المواد (الطين والطوب) (وهي شائعة في المغرب) تعني أن فرص إخراج أحياء (من تحت الأنقاض) تقل منذ اللحظات الأولى”.

(رويترز)

برنامج لإعادة التعمير

في السياق، أعلنت الحكومة المغربية إطلاقها برنامجًا لإعادة تعمير المناطق المتضررة من الزلزال الذي وقع مساء الجمعة.

وقال رئيس الحكومة عزيز أخنوش في مؤتمر صحفي بالرباط “الحكومة عازمة على تنفيذ أوامر الملك محمد السادس، ويتم العمل على اعتماد عرض واضح ومدقق بهذا الخصوص، وسيتم الإعلان عنه في الأيام المقبلة”.

وأوضح أنه “ترأس اجتماعًا مع اللجنة الوزارية المكلفة بوضع برنامج استعجالي، لإعادة تأهيل وتقديم الدعم لإعادة بناء المنازل المدمرة على مستوى المناطق المتضررة في أقرب الآجال”.

وأشار أخنوش إلى أنه في الوقت الراهن، يتم العمل على إيجاد حلول لإيواء السكان الذين فقدوا منازلهم.

وأفاد بأنه “تضررت حوالي 500 مدرسة بين ابتدائية وثانوية، إضافة إلى مراكز صحية، وطرق يجب تعبيدها”.

وتابع “وزارة الداخلية وكل المصالح الأخرى تبذل مجهودات كبيرة، وتشتغل بقوة خلال هذه الظروف العصيبة، حيث تتركز الجهود على إنقاذ الأشخاص في وضعية صعبة، ودفن الموتى، إلى جانب تقديم المواد الغذائية ووسائل الإيواء”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان