مصر تعلن “رفع درجة الاستعداد” لمواجهة الإعصار دانيال.. وتوقعات بعواصف قادمة
تشير ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أن المنطقة قد تضطر في المستقبل إلى الاستعداد لعواصف متزايدة القوة من هذا النوع

وجَّه وزير التنمية المحلية المصري هشام آمنة، الثلاثاء، بـ”رفع درجة الاستعداد بمحافظات البلاد لمواجهة طقس سيئ ورياح مثيرة للأتربة”، وذلك بالتزامن مع وصول الإعصار “دانيال” قادمًا من ليبيا.
وأوضح في بيان لوزارة التنمية المحلية أن “توقعات هيئة الأرصاد الجوية تشير خلال الفترة الحالية بتعرض بعض محافظات الجمهورية لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية وسقوط أمطار متفاوتة الشدة تكون رعدية أحيانًا مع وجود أتربة ورياح على محافظات مطروح والإسكندرية (شمال)”.
ووجَّه الوزير المصري بـ”رفع درجة الاستعداد بالمحافظات لمواجهة موجة الطقس السيئ والرياح المثيرة للأتربة، وسقوط الأمطار التي تتعرض لها المحافظات خلال الساعات الـ48 المقبلة، تأثرًا بالإعصار دانيال القادم من ليبيا”.
وناشد المسؤول المصري “المواطنين توخي الحيطة والحذر والابتعاد عن أي أشجار أو لافتات الإعلانات وأعمدة الإنارة والضغط العالي”.
كما نصح بـ”تجنب السير بسرعات عالية بالسيارات، والحفاظ على مسافات الأمان، تجنبًا للتعرض للحوادث المرورية حتى الاستقرار في حالة الطقس”.

نذير لعواصف قادمة
وأودت العاصفة دانيال، التي أحدثت دمارًا في منطقة البحر المتوسط على مدى أسبوع، بحياة 15 شخصًا في وسط اليونان بعد أن تسببت في هطول أمطار غزيرة، سجل فيها منسوب المياه مستوى قياسيًّا، قبل أن تجتاح ليبيا حيث لقي ما يزيد على 2500 شخص حتفهم في فيضان جارف.
وتشير ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أن المنطقة قد تضطر في المستقبل إلى الاستعداد لعواصف متزايدة القوة من هذا النوع، الذي يوازي ما يُعرف بإعصار البحر المتوسط (ميديكين).
ونقلت سوزان جراي، من قسم الأرصاد الجوية بجامعة ريدينج البريطانية، عن تقرير للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “هناك أدلة ثابتة على أن تواتر ’ميديكين’ يتناقص في ظل الاحتباس الحراري، لكن قوته تشتد”.
ووصلت العاصفة التي تشكلت في الرابع من سبتمبر/أيلول إلى اليونان في أعقاب فترة شهدت زيادة في درجات الحرارة وحرائق غابات.

وفي ليبيا، أدت السيول الناجمة عن العاصفة العاتية، التي انهمرت من التلال على أحد الأودية التي عادة ما تكون جافة، إلى انهيار سدين واجتياح ربع مدينة درنة الواقعة في شرقي البلاد.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن هناك مخاوف من فقدان ما لا يقل عن 10 آلاف شخص.
وقال خبير المناخ خريستوس زيريفوس، الأمين العام لأكاديمية أثينا، إن بيانات العواصف لم يتم جمعها بالكامل بعد، لكنه قدَّر أن منسوب مياه الأمطار التي تهطل على ليبيا يبلغ مترًا، أي ما يعادل ما سقط على ثيساليا بوسط اليونان خلال يومين.
وأضاف أن ذلك كان “حدثًا لم يسبق له مثيل”، وأن كمية الأمطار التي غمرت المنطقة كانت أكبر من أي وقت مضى منذ بدء التسجيل في منتصف القرن التاسع عشر. وقال “نتوقع تكرار مثل هذه الظواهر كثيرًا”.