مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان يعلن استقالته

مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس (غيتي - أرشيفية)

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، استقالته من منصبه، قائلًا إنه اتضح أنه لا يستطيع القيام بعمله بشكل فعال دون الوصول إلى الدولة التي تعصف بها الأزمة.

وقال بيرتس في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء “لقد كان شرفًا لي أن أخدم كبمعوث خاص للأمم المتحدة خلال العامين ونصف الماضيين”، مضيفًا “أنا ممتن للأمين العام على هذه الفرصة والثقة التي منحني إياها، لكنني طلبت منه إعفائي من هذه المهمة”.

وقدّم بيرتيس تقريرًا عن النزاع الذي اندلع بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، محمّلًا الطرفين مسؤولية استمراره.

وقال “دعوني أكون واضحًا لصالح التاريخ، أنه بغض النظر عمن أطلق الطلقة الأولى، فمن الواضح أن كلا الجانبين كانا يمهدان الطريق للحرب. لقد اختار الطرفان المتحاربان تسوية صراعهما من خلال القتال، ومن واجبهما تجاه الشعب السوداني أن يضعا حدًا له”، مشيرًا إلى أن المعارك “لا تظهر أي مؤشر على التهدئة، ولا يبدو أي طرف قريبًا من نصر عسكري حاسم”.

وشدد بيرتس على ضرورة “أن نُفهم طرفي النزاع بأنه لا يمكنهما التصرف في ظل إفلات كامل من العقاب، وعليهما تحمّل تبعات الجرائم المرتكبة”.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن بيرتس شخصًا غير مرغوب فيه، وذلك بعدما طلب قائد الجيش السوداني في مايو/أيار من غوتيريتش الأمين العام للأمم المتحدة استبداله.

واتهم البرهان المبعوث في تقاريره بـ”التدليس والتضليل”، حسب رسالة نشرتها الأناضول، ونظرًا لعدم استجابة غوتيريش مع طلب البرهان “لم تجد الحكومة السودانية بدًا من اتخاذ هذا القرار”، وهو اعتباره غير مرغوب فيه وبالتالي تصعب مهمته كمبعوث.

ويشهد السودان منذ 15 إبريل/نيسان الماضي، معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت لمقتل نحو 7500 شخص على الأقل، واضطر نحو 5 ملايين شخص على ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو السفر للدول المجاورة.

ومنذ اندلاع الاشتباكات لم يحقق أي من الطرفين تقدمًا ميدانيًا مهمًا على حساب الآخر، وتسيطر قوات الدعم على أحياء سكنية في العاصمة، ويلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي.

وحتى الآن لم تتوصل الجهود الدبلوماسية إلى حل جذري لإنهاء الصراع في السودان، فيما يتمسك كل طرف بموقفه رافضًا الاستسلام أو قبول حلول الوسطاء.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان