مئات الجثث قبالة الشواطئ.. درنة تحصي ضحاياها بعد فيضانات ليبيا الكارثية (فيديو)
تخشى السلطات أن تكون حصيلة القتلى النهائية أكبر بكثير

قال طارق الخراز المتحدث باسم الداخلية في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، خلال مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر اليوم الخميس إن هناك مئات الجثث في مياه البحر قبالة شواطئ مدينة درنة شرقي البلاد.
وأكد المتحدث باسم الداخلية بالحكومة المكلفة من برلمان طبرق، أن أرقام الضحايا كبيرة ولا يمكن إعطاؤها بشكل نهائي إلا عند انتهاء عمليات البحث.
درنة تحصي ضحاياها
وتواصل مدينة درنة الليبية المنكوبة اليوم الخميس، تعداد ضحاياها بعد الفيضانات الكارثية التي دمرت أحياء بكاملها وخلفت آلاف القتلى والمفقودين، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا.
وكانت العاصفة “دانيال” التي ضربت المنطقة بعد ظهر يوم الأحد، وتسببت في هطل أمطار غزيرة، قد أدت إلى انهيار سدّين قريبين من درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية والناس.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه حصيلة القتلى في الارتفاع ولا تزال جثث ملفوفة بأغطية ممددة في الشوارع، في حين تُكدّس جثث أخرى في شاحنات صغيرة لنقلها إلى المدافن.
وفي وقت سابق، أفاد الخراز لوكالة الصحافة الفرنسية، بإحصاء نحو 3 آلاف و840 شخصا دفن 3190 منهم، مشيرًا إلى أن بين الضحايا 400 شخص على الأقل غير ليبيين غالبيتهم من السودانيين والمصريين.
وعثر على نحو 250 جثة أمس الأربعاء، في حين ما زال أكثر من 2400 شخص مفقودين -بحسب الخراز- وتخشى السلطات أن تكون حصيلة القتلى النهائية أكبر بكثير.
وقال المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تامر رمضان إن عدد المفقودين وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن، مضيفا أن “حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف”.
تحذير من “تلوث بالأسلحة”
في هذه الأثناء، حذّر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطورة التلوث بالأسلحة بسبب الفيضانات التي “ساهمت في نقل ذخائر غير منفجرة إلى مناطق كانت خالية من التلوث سابقا”.
وقال المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر (إريك تولفسن) في تغريدة إن هذا الأمر يعرض الناجين والمسؤولين عن المساعدات الإنسانية لأخطار أكبر.
وتدير البلاد -منذ سقوط الرئيس السابق معمر القذافي عام 2011- حكومتان متنافستان، واحدة معترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في الشرق حيث وقعت الكارثة يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من المشير المتقاعد خليفة حفتر.
1/ In Libya we have worked to reduce the risk from landmines and explosive remnants of war. But Derna flood waters have shifted unexploded ordnance into areas previously free of weapon contamination. This means more risk for survivors and those providing humanitarian assistance. pic.twitter.com/K9Rapj3fo2
— Erik Tollefsen (@etollefsenicrc) September 13, 2023
إنقاذ 510 أشخاص
من ناحية أخرى أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية اليوم الخميس، تمكن فرق البحث المحلية والدولية من إنقاذ 510 أشخاص من تحت الأنقاض بمدينة درنة شرقي ليبيا.
وقال وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل للأناضول، إن فرق الإنقاذ المحلية والدولية تمكنت من إنقاذ 510 أشخاص من تحت الأنقاض بمدينة درنة.
وأشار إلى أن عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث لا تزال مستمرة، وتحتاج لبعض الوقت نظرا لوجود آلاف المفقودين في العديد من المناطق المتضررة من الفيضانات.
وقال مسؤول ليبي، إن هناك صعوبة في الوصول لبعض المدن والأماكن المتضررة من الفيضانات في المنطقة الشرقية للبلاد جراء انهيار معظم الجسور والطرق والعبارات المائية الرابطة بينها.
وأضاف رئيس مصلحة الطرق والجسور بحكومة الوحدة الوطنية الحسين السويدان، أن مصلحة الطرق والجسور تعمل حاليا على إيجاد طرق ومسارات بديلة للدخول لتلك المناطق والمدن لكي تتمكن فرق الإنقاذ والمساعدات من الوصول إليها.
وكشف أن التقارير الفنية تفيد بأن الطرق الداخلية في مدينة درنة تضررت بمسافة 30 كيلومترا، مما يعني انهيارها بالكامل، وقال إن الفرق الفنية للمصلحة تعمل على تقييم حجم الأضرار وإعداد منهجية كاملة للصيانة والتنفيذ.
مساعدات دولية
وسارعت حكومات من بينها قطر ومصر وتركيا لتقديم مساعدات إلى ليبيا، وقالت وزارة الدفاع الإيطالية إنها سترسل طائرتين عسكريتين، كما قدمت فرنسا ودول أوربية أخرى مساعدات إنقاذ وإغاثة.
ووجهت السعودية اليوم الخميس، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات غذائية وخيام إيواء لإغاثة المتضررين من الفيضانات في ليبيا.
كما أرسل الأردن طائرة إغاثة، تحمل على متننها إلى جانب المساعدات اللوجستية والطبية، فريق البحث والإنقاذ الدولي التابع لمديرية الأمن العام.