الناجون من فيضانات ليبيا بين نقص المياه وخطر الألغام الأرضية

دمرت الفيضانات التي ضربت شرقي ليبيا الشوارع والبنى التحتية وجرفت ألغامًا أرضية لمناطق سكنية (رويترز)

جرفت الفيضانات التي ضربت ليبيا قبل أسبوع، ألغامًا أرضية لمناطق متفرقة، ووجد الليبيون الذي تدمرت منازلهم في مدينة درنة شرقي البلد، أنفسهم محاصرين بين مطرقة البقاء في المدينة واحتمال إصابتهم بالعدوى أو الفرار منها عبر أراضٍ ملغمة.

وذكر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن مياه الفيضانات نقلت الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر التي خلفها الصراع على مدار السنوات الماضية، مما يشكل خطرًا إضافيًا على آلاف النازحين المتنقلين.

وجرفت المياه مناطق بأكملها في درنة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 120 ألف نسمة على الأقل، أو غطتها بالوحل، وأفادت وسائل إعلام رسمية أن ما لا يقل عن 891 بناية دُمرت في المدينة، فيما قال رئيس البلدية إن 20 ألف شخص ربما يكونون قد لقوا حتفهم جراء هذه الكارثة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن المشردين يعيشون في ملاجئ مؤقتة أو مدارس أو يكتظون في منازل أقاربهم أو أصدقائهم.

وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن 11300 شخص لقوا حتفهم، وهو ما يزيد على مثلي العدد الذي أعلنته المنظمة الدولية للهجرة يوم الجمعة.

ونسب التقرير حصيلة هذه الأرقام إلى الهلال الأحمر الليبي، لكن متحدثًا باسم الهلال الأحمر قال إنهم لم ينشروا مثل هذا العدد من الضحايا.

“عائلات بأكملها لقت حتفها”

وقال الدكتور أسامة الفاخري، مدير مكتب وزير الصحة في حكومة الشرق، “عدد القتلى حتى الآن 3252، وجميعهم دفنوا”، مضيفًا أن 86 جثة انتُشلت من تحت الأنقاض وأن عمليات الإغاثة مستمرة.

وأضاف “لا يوجد رقم محدد بخصوص المفقودين لأن هناك عائلات بأكملها لقيت حتفها، ولم يأت أحد للإبلاغ عنها إضافة إلى أن هناك ازدواجية في التسجيل في المستشفيات المختلفة”.

وقال محمد الناجي بوشرتيلا، وهو موظف حكومي، إن 84 فردًا من عائلته في عداد المفقودين، وقال ساكن آخر إن الناس في حيرة بشأن ما يجب عليهم فعله بعد ذلك.

وحذّرت السلطات الليبية من تلوث المياه نتيجة انتشار الجثث في العراء لساعات طويلة بعد الفيضان، وأفادت في بيان إصابة 150 شخصًا بالتسمم بسبب المياه الملوثة في المناطق المتضررة من الفيضانات.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من 40 ألف شخص شُردوا، محذرًا من أن هذا الرقم من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير بسبب صعوبة الوصول للمناطق الأكثر تضررًا مثل درنة، حيث شُرد ما لا يقل عن 30 ألف شخص.

وشهدت مناطق الشرق الليبي والجبل الأخضر، منذ الأحد 10 سبتمبر/أيلول الحالي، فيضانات وسيولًا عارمة، تسببت بمقتل وفقدان آلاف المواطنين، وغرق العديد من المساكن، وانهيار البنية التحتية جراء العاصفة “دانيال” التي وصلت إلى المنطقة قادمة من البحر المتوسط.

وتواصل مدينة درنة الليبية تعداد ضحاياها بعد الفيضانات الكارثية التي دمرت أحياء بكاملها وخلفت آلاف القتلى والمفقودين، حيث تستمر حصيلة الضحايا والمفقودين في الارتفاع.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز

إعلان