مع احتدام المعارك.. حرائق وتخريب ونهب للمؤسسات العامة في السودان ومخاوف من تلاشي معالم الخرطوم (فيديو)

هاجمت قوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي مقر القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم حيث تصاعدت ألسنة اللهب من أبراج عدة في قلب العاصمة الخرطوم.

وقال سكان، اليوم الأحد، إن “الاشتباكات تدور حول مقر قيادة الجيش وتستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة”.

وأمس السبت، تحدث شهود عيان عن استئناف المعارك في محيط مقر القيادة العامة بعد هدوء لأسبوعين، حيث أدت هذه الاشتباكات إلى اشتعال النيران بمبانٍ وسط الخرطوم.

اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بمحيط القيادة العامة وسط العاصمة #الخرطوم
شاهد ◀ البث الحي: https://t.co/L8LrJqtFoV#السودان https://t.co/TUqOSE8IQA

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 16, 2023

وأظهرت مقاطع “فيديو” على منصات التواصل الاجتماعي “ألسنة اللهب” تلتهم مباني شهيرة أبرزها البرج الذي يضم مقر شركة النيل ومكاتبها، أكبر شركات النفط في البلاد.

ويعد المبنى ذو الواجهات الزجاجية والتصميم الهرمي، من أبرز معالم العاصمة، وأظهرت المقاطع احتراقه بشكل شبه كامل إذ غطى اللون الأسود طبقاته مع تواصل تصاعد الدخان منه.

ويتبادل الطرفان الاشتباكات والقصف المدفعي في محيط المنطقة، ولا يعرف حتى الآن سبب احتراق مبنى البرج، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على منطقة المقرن التي توجد فيها بعض المنشآت المهمة مثل بنك السودان المركزي والمقر الرئيس لشركة زين للاتصالات.

ومنذ صباح الأحد، غطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية، وأظهرت صور تم تداولها على مواقع التواصل، تهشم نوافذ مبان عدة وسط الخرطوم واختراق الرصاص لجدرانها.

وتسببت المعارك المتواصلة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بعد أن دخلت شهرها السادس في دمار كبير لعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة والمرافق الخدمية في البلاد.

ومن أبرز المباني التي اندلعت فيها الحرائق وتصاعدت منها أعمدة الدخان جراء الاشتباكات، مبنى وزارة العدل ومبنى هيئة الضرائب ومبنى وكالة السودان للأنباء حيث تقع جميعها في مجمع حكومي واحد بشارع الجمهورية وسط العاصمة الخرطوم.

كما تداول ناشطون صورًا ثابتة تُظهر تصاعد أعمدة الدخان من مبنى الهيئة القومية للمواصفات والمقاييس في شارع الجمهورية بالعاصمة الخرطوم.

وأمس السبت، أظهرت مقاطع فيديو بثها إعلام قوات الدعم السريع تصاعد أعمدة الدخان بكثافة من القيادة العامة للجيش خلال المعارك التي دارت بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر الدمار الذي لحق بفندق “السلام روتانا”، وكذلك مجمع عفراء التجاري أحد أكبر المجمعات التجارية في العاصمة الخرطوم.

وتعرضت عدد من المؤسسات الخدمية للدمار كمحطة مياه الخرطوم بحري بالإضافة لعدد كبير من المستشفيات الحكومية والخاصة.

تجدر الإشارة إلى أن الأسواق العامة الرئيسة جميعها في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان قد تعرضت لأعمال نهب وسرقة واسعة في الأشهر الأولى للحرب، كما تعرضت لعمليات حرق بعد نهبها كالسوق العربي والسوق الإفرنجي في الخرطوم وسوق بحري الكبير وسوق سعد قشرة بجانب سوق مدينة أم درمان.

ومنذ اندلاع المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 إبريل/نيسان الماضي، قُتل نحو 7500 شخص، ومن المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير، بينما اضطر نحو 5 ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور الى دول الجوار خصوصًا مصر وتشاد.