متحدث باسم الهلال الأحمر الليبي: الجثث المنتشرة في درنة لا تتسبب في تفشي الأوبئة (فيديو)

استبعد توفيق شكري المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي في مدينة بنغازي، أن تكون الجثث المنتشرة في مدينة درنة سببا في تفشي الأوبئة، وأوضح أن “الجثث في مثل هذه الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة لا تشكل خطرا على الأحياء”.
واستثنى شكري في تصريح للجزيرة مباشر من ذلك أن يكون سبب الوفاة هو الأمراض المعدية مثل إيبولا، وأشار إلى أن الهلال الأحمر الليبي تعامل مع عدة كوارث، ولم يسجل أي خطر من الجثث ولو كانت متحللة.
وقال المتحدث إن حجم الكارثة في شرق ليبيا كبير وعدد الجثث هائل، ولا يمكن دفنه في مقابر فردية محددة وموثقة، وإن كانت المنظمات الدولية حثت على ذلك.
وأوصت تقارير دولية السلطات الليبية بعدم التسرع في عملية الدفن الجماعي أو إحراق الجثث، لأن ذلك يشكل تأثيرا نفسيا طويل الأمد على ذويها.

ورغم صعوبة عملية الإنقاذ وتعقيدها فإن فرق الإنقاذ لم تفقد الأمل، بحسب شكري، خصوصا عندما يصل المنقذون كل يوم إلى أسرة أو أطفال عالقين تحت الأنقاض.
ولحصر عدد المفقودين بشكل دقيق، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي، إنه يتم إنشاء منصة موحدة على مستوى ليبيا يتمكن من خلالها المواطنون من مختلف المدن من إبلاغ الهلال الأحمر بمفقوديهم.
أما عن تضارب الأرقام في عدد الوفيات والمفقودين، فقال شكري للجزيرة مباشر، إنه من أبرز التحديات والعراقيل التي تواجهها الجهات المُسعفة.
وشدد المتحدث على أن هناك أرقاما نُسبت إلى الهلال الأحمر لم تصرّح بها فرقه، مشيرا إلى أن جهود الإغاثة مستمرة وأن درنة منقسمة إلى قسمين؛ مما يصعب الوصول إلى جانبي المدينة.
وقال شكري إن الإغاثة الغذائية والطبية تصل بكثافة لكن توزيعها كان يشكل تحديا أمام المسعفين.

ووسط تواتر التحذيرات من انتشار الأمراض والأوبئة في المناطق المتضررة من السيول، أوصى شكري بالاعتماد على مياه الشرب المُعلبة المتوفرة بأعداد لا بأس بها تسد حاجة الناجين من الكارثة في الوقت الحالي.
وعن ارتفاع عدد الأطفال الذين أصيبوا بتسمم من ماء الشرب إلى 150 طفلا، قال شكري إن المياه تحتاج إلى التحليل لمعرفة ما إذا كانت هي سبب التسمم.
وكان وزير الصحة في الحكومة التابعة لمجلس النواب الليبي، عثمان عبد الجليل، قد حذّر سكان مدينة درنة من استعمال المياه الجوفية لاحتمال اختلاطها بالجثث ومياه الصرف الصحي.
يُذكر أنه لا توجد أنهار في درنة، ويعتمد سكان منطقة الجبل الأخضر على مياه الينابيع بنسبة 73%، وتوفر مياه الأمطار نحو 3% من الاستهلاك، بعد تخزينها خلف السدود.