ليبيا.. متظاهرون يضرمون النار في منزل عميد بلدية درنة بعد اتهامات بالفساد (فيديو)
أضرم متظاهرون النار في منزل عميد بلدية درنة الليبية بعد اتهامات بالفساد، وإهمال تسبب في عدم إجراء الصيانة اللازمة للسدود الذي انتهى بالكارثة التي حلت بالبلاد.
وليل الأحد فجر الاثنين 11 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتاحت شرقي ليبيا فيضانات أودت بحياة الآلاف في مدينة درنة وحدها جراء العاصفة “دانيال” التي أطاحت بسدَّين ففاضت مياههما وجرفت مع الأمطار والسيول أجزاءً واسعة من المدينة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفيضانات ليبيا.. مظاهرة لأهالي مدينة درنة للمطالبة بحل البرلمان (فيديو)
درنة تبكي قتلاها وتبحث عن المفقودين بعد الفيضانات العارمة والسيول (فيديو)
مئات الجثث قبالة الشواطئ.. درنة تحصي ضحاياها بعد فيضانات ليبيا الكارثية (فيديو)
وفي وقت سابق الاثنين، نظم سكان درنة (البالغ تعداد سكانها 100 ألف نسمة والمطلة على البحر الأبيض المتوسط) شرقي ليبيا مظاهرة احتجاجية، مطالبين بمحاسبة السلطات بعد فيضانات مدمرة خلّفت آلاف القتلى والمفقودين في المدينة.
إسقاط البرلمان
وتجمّع المئات من السكان أمام المسجد الكبير في المدينة، مرددين شعارات مناهضة لسلطات الشرق الليبي التي يجسّدها البرلمان ورئيسه عقيلة صالح.
وهتف متظاهرون “الشعب يريد إسقاط البرلمان”، و”لا إله إلا الله عقيلة عدو الله”، و”دم الشهداء ما يمشيش هباء”، و”اللي يسرق واللي خان يشنق في الميدان”.
وفي بيان باسم “سكان درنة” تُلي خلال المظاهرة، دعا المتظاهرون “النائب العام في دولة ليبيا بالإسراع بنتائج التحقيق في الكارثة التي حلت بمدينة درنة، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية كافة ضد كل من له يد في إهمال أو سرقات أدت إلى هذه الكارثة، دون التستر على أي مجرم”.
كما طالبوا “مكتب الدعم في ليبيا التابع لهيئة الأمم المتحدة بفتح مكتب له بمدينة درنة بشكل عاجل”، وبـ”البدء الفعلي والعاجل بعملية إعادة إعمار مدينة درنة وتعويض المتضررين”.
وطالب البيان بـ”حل مجلس حكماء مدينة درنة وإعادة تشكيله من داخل المدينة”، وبـ”التحقيق في الميزانيات السابقة التي خُصصت للمدينة”.
وتأتي هذه المظاهرات بعد اعتقال عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي من قِبل الحكومة المكلفة من البرلمان، وتكليف نائبه لتسيير البلدية.
منصة لتسجيل المفقودين
في السياق، يواصل أفراد الإغاثة البحث عن آلاف المفقودين الذين يُعتقد أنهم باتوا في عداد الأموات من جراء الفيضانات.
وأعلنت الأمم المتحدة أن وكالاتها وخصوصًا منظمة الصحة العالمية تحاول “منع انتشار الأمراض وتجنب أزمة مدمرة ثانية في المنطقة”.
وقال المركز الليبي لمكافحة الأمراض في رسالة وجَّهها إلى السكان “حرصًا على سلامتكم، يُمنع استخدام أو شرب المياه من الشبكة المحلية، لأنها ملوثة بمياه الفيضانات”.
وتوقعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومسؤولون ليبيون ارتفاع حصيلة القتلى. وقال الهلال الأحمر الليبي إنه أنشأ منصة لتسجيل المفقودين، داعيًا السكان إلى تقديم معلومات عمن فُقد أثرهم.
وشوهدت جرافات وعمال يحاولون إزالة الوحول من باحة مسجد وسط رائحة كريهة، وفق شهود عيان من المدينة.
الرقم الخاص بتسجيل المفقودين بمناطق التي تضررت جراء #إعصار_دانيال pic.twitter.com/kUbT1V6k3Q
— جمعية الهلال الأحمر الليبي (@LibyaRC) September 17, 2023
تجدر الإشارة إلى أن ليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقرًّا ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرقي البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلَّفة من مجلس النواب ومدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وفي العام 2018، سيطرت قوات حفتر على درنة حيث كانت المدينة هي الوحيدة خارج سيطرتها في شرقي ليبيا، كما تعُد سلطات الشرق المدينة معقلًا معارضًا منذ حقبة القذافي.