ليبيا.. استئناف الدراسة بعد كارثة درنة وتساؤلات عن مصير أطفال المدينة المنكوبة

أسرة من درنة تقيم في مدرسة بعدما تدمر منزلها جراء العاصفة دانيال (رويترز)

استؤنفت الدراسة اليوم الأحد في جميع المدن الليبية، بعد إعلانٍ وزير التعليم في حكومة الوحدة الوطنية موسى المقريف انطلاق الدراسة في جميع ربوع ليبيا، حتى داخل المناطق المنكوبة جراء العاصفة المدمرة، مؤكدا أن الوزارة أصدرت تعليمات باحتواء المؤسسات التعليمية للطلبة النازحين في المدن التي انتقلوا إليها.

وبالتزامن مع استئناف الدراسة، استذكر رواد منصات التواصل الاجتماعي في ليبيا، أطفال مدينة درنة، في جميع أنحاء البلاد، بعد أن توقفت لعشرة أيام بسبب كارثة العاصفة التي ضربت مدن شرقي البلاد، وتسببت في تفجير السدود بمدينة درنة، الأمر الذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا والمصابين.

وأثير جدل على منصات التواصل الاجتماعي، حول ضرورة استئناف الدراسة من عدمه، إذ أيد بعض المدونين قرار الاستئناف، مؤكدين على ضرورة أن تسير عجلة الحياة على طبيعتها واستمرار التعليم، فيما أعرب آخرون عن رفضهم، مشيرين إلى نزوح وتشرد عدد كبير من العائلات القاطنة بمدينة درنة.

وقبل أيام، قال مدير عام مصلحة المرافق التعليمية علي القويرح إن إجمالي المدارس المتضررة جراء السيول والفيضانات بالمنطقة الشرقية بلغ 114 مؤسسة، موزعة على 15 بلدية بالمنطقة الشرقية، مصنفة على حسب نوع الصيانة المطلوبة شاملة أو خفيفة.

وأصدر وزير التعليم بحكومة الوحدة الوطنية قرارا بتشكيل لجنة تتولى إعداد مقترح بالخطة الدراسية البديلة للعام الدراسي 2024/2023 للمناطق المُتضرِّرة جرّاء الكارثة الطبيعية، التي حلّت بالمنطقة الشرقية.

وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة قبل أيام عن إصدار توصياته بفتح أبواب الجامعات والمعاهد العليا للطلبة النازحين وقبولهم “في أي مستوى” دراسي، إضافة إلى فتح الأقسام الداخلية للدراسة أمام الطلبة في أي مستوى دراسي.

وقدرت منظمة اليونيسف أعداد النازحين من الأطفال، في المناطق المنكوبة جراء العاصفة المدمرة المنظمة بـ17 ألف طفل، من بين 43,059 نازحا، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

ولم تعلن أي حكومة من الحكومتين الموجودتين في ليبيا عن توفير مساكن بديلة للنازحين بفعل السيول، ما يجعل الانتقال لمدن أخرى بالنسبة لبعض الأسر محدودة الدخل صعبا، كما أن بعض المدارس الواقعة في شرق ليبيا استخدمت لإيواء العائلات التي فقدت منازلها.

وأحدث استئناف الدراسة جدلاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسم رواد المنصات بين مؤيد ومعارض.

وقال المعلم فرج الهويدي “لا للدراسة وطلاب درنة المنكوبة مصيرهم مجهول”، ووجه هويدي خطابا للمسؤولين، قائلا ” نتابع صمتكم التام في ظل هذه الأزمة التي تمر بها مدينة درنة المنكوبة عن قيامكم بأي دور يرضي (طلاب مدينة درنة) الذين يحتاجون منكم للحنان الوطني ولبلسمة جراحهم جراء الكارثة التي حلت بمدينتهم التي شردوا منها رغما عنهم ليجدوا أنفسهم هذا العام بلا مدارس تحتضنهم”.

وأضاف الهويدي “يا سادة يا كرام لن تكون هناك بداية فعلية للدراسة إلا بوجود طلاب مدينة درنة في المدارس أسوة بكل طلاب ليبيا”.

وفي السياق، علق الناشط السياسي علي عبود “وعادت الدراسة وعاد الطلبة الي فصول، واختفت مدارس بمدينة درنة، واختفي معها بعضا من معلميها وتلاميذها وطلابها، الحياة تستمر، وتتوالد الأجيال، وتبقي ذكريات الكوارث شاهد عيان وتأريخ كتب بدم الأبرياء، تستطيعون تزوير التأريخ ولكن لن تفلحوا بتزوير ذاكرتنا”.

وتساءلت المدونة نورا الجربي “ما هي خطط عودة الدراسة في درنة أعرف جيدًا أن أهالي درنة على استعداد ان ينسو منامهم وأكلهم وشربهم في سبيل تعليم أبنائهم”.

وعلى الخلاف من ذلك قالت المدونة أسيل العبيدي “هذا مُصاب جلل وكارثة ووضع مش مفهوم وكلنا مزال ما تخطينا لكن الحياة تبي تمشي ومش موقفة ماتجيش تقول لازم يوقفو الدراسة عشان درنه توقف تدريس ليبيا كلها من أجل خاطر مدينة! ليس هذا الحل”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان