فرنسا.. عشرات الطالبات يتحدين الحظر ويذهبن للمدارس بالعباءة ومجلس الديانة الإسلامية يعلق

اعتبرت الهيئة الرسمية التي تمثل الإسلام في فرنسا أن الحظر الأخير للعباءة في المدارس في فرنسا “تعسفي” ويخلق “مخاطر عالية للتمييز” ضد المسلمين.

وقبل أيام أعلنت الحكومة الفرنسية (بحجة الحفاظ على العلمانية) منع ارتداء العباءة في المدارس بسبب طابعها الديني.

واعتبر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن غياب “تعريف واضح لهذا اللباس يخلق بالواقع وضعا غامضا وانعدام أمن قضائي”.

وأشارت هذه الهيئة خصوصا إلى أن العباءة يمكن أن تعدّ في بعض الأحيان “إسلامية” -وبالتالي محظورة- وفي أحيان أخرى “غير إسلامية” وبالتالي مسموح بها.

وعبّر المجلس عن خشيته من “تحكم له طابع تعسفي” إذ تستند معايير تقييم لباس الفتيات إلى “الأصل المفترض أو الاسم الأخير أو لون البشرة”.

وأوضحت الهيئة أنها تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ إجراءات قانونية “إذا أدى التطبيق الملموس لهذا الحظر إلى أشكال من التمييز”، وأضافت أن العباءة “لم تكن أبدا لباسا أو دليلا دينيا”.

300 طالبة مسلمة يتحدين الحظر

وتحدّت عشرات الطالبات المسلمات في المدارس الفرنسية، الحظر الذي أعلنته السلطات الأسبوع الماضي، وحضرن، الاثنين، إلى مدارسهن وهنّ يرتدين العباءة.

وقال وزير التعليم الفرنسي غابرييل أتال، اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع إذاعة مونتي كارلو “RMC”، إن 67 طالبة مسلمة رفضن خلع عباءتهن في المدارس.

وأضاف أن العباءة، وهي رداء فضفاض كامل الطول ترتديه النساء المسلمات دليلا على الاحتشام، “تم حظرها مؤخرًا في المدارس بسبب مبدأ العلمانية”.

🎙 Gabriel Attal invité politique du #FaceAFace RMC, au sujet du harcèlement scolaire : "C'est ma priorité absolue !" pic.twitter.com/O8cLTao1C5

— RMC (@RMCInfo) September 5, 2023

وقال إنه “في الموسم الدراسي الجديد الذي بدأ الاثنين، ورغم القرار الجديد، فقد وصلت 298 طالبة إلى المدارس في مختلف مناطق البلاد وهن يرتدين العباءة، رفضت 67 منهن التخلي عنها”.

وتابع أتال “لا أريد أن أتمكن من التعرف على ديانة الطالبات في المدارس من خلال النظر إلى ملابسهن”، مؤكدًا “أهمية الحوار وتوضيح الهدف من هذا القرار”.

والاثنين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أيّد قرار حظر العباءة، إنه يمكن اعتماد ملابس فريدة في المدارس، مثل الجينز، والقميص (القصير) وتي شيرت، وسترة.

والجمعة، قال فنسنت برينغارث محامي منظمة “حركة حقوق المسلمين” (ADM)، على منصة إكس، إنهم قدموا استئنافا إلى مجلس الدولة لطلب تعليق حظر العباءة في المدارس، الذي قال إنه “ينتهك العديد من الحريات الأساسية”.

وأثارت هذه الخطوة المثيرة للجدل رد فعل عنيفًا ضد الحكومة، التي تعرضت لانتقادات في السنوات الأخيرة لاستهداف المسلمين بتصريحات وسياسات معينة، بما في ذلك مداهمات المساجد والمؤسسات الخيرية، وقانون “مناهضة الانفصالية” الذي يفرض قيودًا واسعة على المجتمع.

تجدر الإشارة أن فرنسا سلكت طريق الفصل بين الدين والدولة مع قانون العلمانية عام 1905، وحظرت ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة لأول مرة عام 1989.