حقوقيون إسرائيليون: تل أبيب تخشى إدانتها بإبادة جماعية في غزة

جيش الاحتلال يشن حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 19 ألفا و667 شهيدا و52 ألفا و586 جريحا
جيش الاحتلال يشنّ حربا مدمّرة على غزة خلّفت نحو 22 ألف شهيد (الأناضول)

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الاثنين، أن حقوقيين إسرائيليين لفتوا إلى مخاوف لدى تل أبيب من إدانتها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، بعد تقديم جنوب إفريقيا شكوى منها بهذا الشأن، الأسبوع الماضي.

وكانت جنوب إفريقيا قد قدمت طلبا لإقامة دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، على خلفية تورطها في أعمال إبادة جماعية للفلسطينيين بقطاع غزة، وفق بيان للمحكمة ذاتها.

وقالت هآرتس: تشعر المؤسسة الأمنية ومكتب المدّعي العام بالقلق من أن محكمة العدل الدولية في لاهاي ستتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، بناءً على طلب جنوب إفريقيا.

وبحسب الصحيفة حذّر خبير قانوني، ضبّاط الجيش الإسرائيلي، بمن فيهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، من وجود خطر حقيقي بأن تصدر المحكمة أمرًا قضائيًّا يدعو إسرائيل إلى وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن إسرائيل ملتزمة بأحكام المحكمة.

استعدادات لمواجهة الاتهامات

وقالت: بدأ الجيش ومكتب المدّعي العام بالفعل الاستعداد للتعامل مع الشكوى، وسيتم عقد جلسة استماع حول الأمر بوزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الاثنين.

وأضافت: وفقا لخبراء القانون الدولي، فإن هذا الإجراء قد يعزز مزاعم الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، وبالتالي يؤدي إلى عزلتها الدبلوماسية ومقاطعتها أو فرض عقوبات عليها أو على الشركات الإسرائيلية.

وبينت الصحيفة أنه على النقيض من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي تجري إجراءات ضد الأفراد، فإن محكمة العدل الدولية تتعامل مع النزاعات القضائية بين الدول.

وأوضحت أن إسرائيل لا تعترف باختصاص المحكمة الجنائية، التي تجري تحقيقات في جرائم حرب ارتكبها الإسرائيليون، بما في ذلك الحرب الحالية، وفق تعبيرها.

وتابعت: في المقابل، فإن إسرائيل من الدول الموقعة على معاهدة مناهضة الإبادة الجماعية، التي تستمد المحكمة بموجبها سلطتها للنظر في الشكوى المرفوعة ضد إسرائيل من جنوب إفريقيا.

وأردفت: وفقا لحكم المحكمة السابق، يجوز لأي دولة موقّعة تقديم شكوى ضد دولة أخرى، حتى لو لم تتضرر منها بشكل مباشر.

ونقلت عن البروفيسور إلياف ليبليتش، خبير القانون الدولي بجامعة تل أبيب، أن جنوب إفريقيا تقدم ادعاءين رئيسيين: أن إسرائيل لا تعمل على منع التصريحات التي تدعو إلى الإبادة الجماعية، وأنها ترتكب أعمالا تشكل إبادة جماعية.

وأضاف: هذه أمور قاسية جدًّا جدًّا على آذان الإسرائيليين، ولا ينبغي تجاهل تأثيرها، وبالتالي يجب الرد على هذه الادعاءات بشكل جدي.

إدانة إسرائيل واردة

من جهتها، اعتبرت شيلي أفيف يني، خبيرة القانون الدولي بجامعة حيفا، أنه لا ينبغي الاستخفاف بشكوى جنوب إفريقيا، حيث تتمتع محكمة العدل الدولية بتأثير كبير في تشكيل القانون الدولي، وأحكامها تؤثر في تصورات المجتمع الدولي.

وقالت: لذلك، فإن الاعتراف بدعوى جنوب إفريقيا قد يعزز التصور بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.

ووفقًا لأفيف يني فإنه ليس من المستبعد أن تصدر المحكمة مثل هذا الأمر القضائي ضد إسرائيل، وتحكم بأن عملياتها تنتهك حقوق الإنسان التي تحميها اتفاقية الإبادة الجماعية.

وأضافت: إذا لم تقدم إسرائيل ردًّا مفصلا يدحض الاتهامات الموجهة إليها، فمن المرجح أن تفعل المحكمة ذلك.

ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربًا مدمّرة على غزة، خلّفت حتى اليوم الأحد نحو 22 ألف شهيد، وأكثر من 56 ألف جريح، 70% منهم من النساء والأطفال، ودمارًا هائلًا في البنى التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر : الأناضول

إعلان