“مشتاقين لأمي ومحتاجينها”.. مأساة أسرة تعيش داخل منزل مدمر في رفح بعد استشهاد الأم (فيديو)

يعيش الفلسطيني محمود الدرة رفقة أطفاله الخمسة بعد استشهاد زوجته، على أنقاض منزل مدمر غربي مدينة رفح، عقب نزوحه من مدينة غزة شمالي القطاع.
واستقر محمود وما بقي من أسرته في رفح، بعد سلسلة من التنقلات والنزوح إلى عدد من المدارس ومراكز الإيواء شمالي القطاع، التي هددهم الاحتلال وأخرجهم منها تارة، وتارة أخرى لم يجدوا مكانًا لهم فيها.
ويقول الدرة للجزيرة مباشر “قعدت في المدارس فترة طويلة، ثم تنقلت لكنيسة، فهدد الاحتلال الكنيسة، ذهبنا مرة أخرى لإحدى المدارس، وهددونا هناك أيضًا، اضطررت للمجيء إلى هنا، لم أجد مكانًا آخر غير هنا”.
90 days of brutal war, mass displacement continues daily.
Families forced to move repeatedly, searching for safety where there is none.
1.9 million people – almost 90% of population – displaced across📍#GazaStrip, many multiple times, 1.4 million sheltered in @UNRWA facilities. pic.twitter.com/uzqsoKPJBb
— UNRWA (@UNRWA) January 5, 2024
47 شهيدا جراء القصف
وأضاف “شردنا من مكان لمكان، وعشان مفيش أم، لذلك أبقي أولادي حولي بشكل دائم، واستأذنت صاحب هذا البيت المقصوف، وقمت بتنظيف إحدى الغرف وعشنا فيها”، لافتًا إلى أن 47 مواطنًا استشهدوا جراء قصف هذا المربع السكني الذي يعيش فيه.
وظهر المنزل مدمرا وبلا أبواب ولا نوافذ، ولا يزال محمود وأولاده ينظفون الغرفة ويخرجون الركام منها حتى تصبح صالحة للعيش.
وحكى الدرة بحزن كيف استشهدت زوجته وكيف يعاني وحده مع أطفاله، وقال “أرادت زوجتي أن تأتي بأغراض للأولاد، انتظرتها مع الأولاد في الشارع، فقصف الاحتلال البرج في اللحظة التي كانت توجد فيه زوجتي، واستشهدت”.
وتحدث عن أولاده وما عانوه في هذا السنّ الصغير، قائلًا إنهم رأوا على مدار فترة نزوحهم من الشمال إلى الجنوب العديد من جثامين الشهداء والجرحى.

وبكى الدرة وهو يتحدث عن هول ما رآه أثناء نزوحه، قائلًا إنه اضطر إلى أن يرمي إحدى حقائبه في الطريق حتى يحمل حقيبة شقيقته المصابة بالسكري، مضيفًا “الناس كانوا كثير أطفال وصبايا ومرضى وكبار سنّ، حاجة بتبكّي رسمي”.
ووجه الدرة رسالة إلى الدول العربية قائًلا “أوجه رسالتي إلى العرب كلهم، شعب غزة اتبهدل أطفالنا اتبهدلوا، بكفي الحرب”، مضيفًا بأسى “أبوي مصاب بجلطة ومش عارف أشوفه”، ومضى يبكي.
كما تحدث ابنه سعد بأسى عن والدته الشهيدة، وقال “مشتاقين لأمي ومحتاجينها كثير بس هي ماتت”.
وفي اليوم السابع والتسعين من الحرب، لا تظهر أي مؤشرات إلى تراجع القصف والمعارك رغم الخسائر البشرية الفادحة والمتزايدة والدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار، ولا يزال سكان قطاع غزة -البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة اضطر 90% منهم إلى الفرار وفقًا للأمم المتحدة- يواجهون وضعًا إنسانيًّا كارثيًّا.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشنّ الجيش الإسرائيلي حربا مدمّرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 23 ألفا و357 قتيلا و59 ألفا و410 مصابين معظمهم أطفال ونساء، و”دمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.