أسرى من غزة يروون للجزيرة مباشر مآسي ولحظات صعبة عاشوها في معسكرات الاحتلال (فيديو)

روى أسرى أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي بعد أن اعتقلهم مع بداية التوغل البري لقطاع غزة، عن مآسي ولحظات صعبة عاشوها في معسكرات الاحتجاز الإسرائيلية.
وكشف مسن فلسطيني اعتقله الاحتلال أثناء نزوحه من شمالي القطاع لجنوبه، وظل في الأسر لمدة 50 يومًا حتى تم الإفراج عنه صباح اليوم الجمعة، عن لحظات مروعة أثناء الأسر.
وقال إن القوات الإسرائيلية حينما اعتقلته ضربوه واتهموه بالانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، كما أطلقوا عليه الكلاب البوليسية، مضيفًا “وحاجات تانية مخزية لا تنحكي، هذا غير الجوع والعطش والبهدلة في الجو البارد، كنا عايشين زي الغنم”.
وتابع بأسى “أخبروني لو أردت أن يكفوا عن ضربي وإطلاق سراحي فيجب أن أخبرهم أولًا عن مكان يحيى السنوار -رئيس حركة حماس في غزة-، وعن أماكن الأنفاق والأسرى، قلت لهم اقتلوني أحسن. من تاني سألوني عن أشياء لا أعلم عنها أي شيء”.

وكشف المسن الفلسطيني عن أنهم في الأسر كانوا لا ينامون سوى 3 ساعات فقط، وقال “حينما كان يحل الصباح، كانوا يخرجونا من الخيمة ويزيلون كل شيء فيها من بطاطين وغيره، ويتركونا هكذا في الجو البارد والأمطار حتى الساعة الثامنة مساء”.
فيما لم يتمالك عماد عيد نفسه وانهار بالبكاء أثناء تذكره المعاملة التي كان يتلقاها في المعسكرات الإسرائيلية بالرغم من أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال عيد “قبضوا علي من قلب بيتي، أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وأجلس على كرسي متحرك، لدي شلل ولا أستطيع التحرك والعمود الفقري مكسور منذ سنوات وأضع شرائح البلاتينيوم لتثبيته”.
وأوضح عيد أن الاحتلال اعتقله هو وإخوته من حي الزيتون شمالي غزة، وقام بتعريتهم وتلثيمهم، ونزعوا عنه الكرسي المتحرك وأجبروا إخوته على حمله.
وقال عيد إن الشاحنة التي كانت ستنقلهم إلى معسكر الاحتجاز كانت مرتفعة للغاية، ولم يستطع الصعود إليها، إلا أن الاحتلال رفعه عنوة وألقاه في الشاحنة، وعند النزول منها، قام جندي إسرائيلي بركله من أعلى الشاحنة، ليسقط عيد على الأرض وتنكسر الشرائح البلاتينية في ظهره كما انكسرت قدمه، ومضى عيد يبكي عند تذكره هذه اللحظات القاسية.
وأضاف والدموع تنهمر من عينه “كأنهم كانوا بيتعاملوا مع كلاب أو بهائم، كانوا يعطونا أكل خربان مدة صلاحيته منتهية، وكانوا يعملون ذلك، وحينما نخبرهم بذلك يردون بأننا في سجن ولسنا في رحلة”.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربًا مدمّرة على غزة خلّفت حتى الخميس، “23 ألفًا و708 شهداء و60 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة”.