شدد على التمسك بوحدة الأرض والشعب والقضية.. هنية يدعو لتشكيل 3 تحالفات لإسناد المقاومة (فيديو)

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إلى تشكيل جبهة عالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، وكذلك “حلف الحرية والعدالة لفلسطين”، لكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى “تحالف إنساني لإغاثة غزة”.

وقال هنية في كلمة مسجلة بُثت خلال مؤتمر “الحرية لفلسطين” الذي انطلق في إسطنبول، اليوم الأحد: “آن الأوان لنخوض معركة التحرير المصيرية، وهو المسار الأصل في ظل مذابح الاحتلال والدعم الأمريكي والغربي له”.

وأضاف: “يجب تشكيل جبهة قوية واسعة لإسناد المقاومة من قبل النخب. تشكيل الجبهة العالمية لإسناد المقاومة الفلسطينية، والانخراط الفعلي فيها، نحن في مرحلة لا تصلح الطرق التقليدية فيها للعمل”.

وتابع هنية: “هناك مسار يعمل على تجريم الحركة الصهيونية في كل المحافل الدولية، ويشمل بذل الجهود لإعادة طرح تجريم الصهيونية في الأمم المتحدة، وتوسيع نطاق المقاطعة، وملاحقة قادتها السياسيين والعسكريين أمام المحاكم والمحافل، وفرض عزلة ومنعهم من الكلام في الجامعات والمؤتمرات والمحافل المختلفة، وتوسيع مسار التضامن الدولي”.

كما دعا إلى “تشكيل حلف الحرية والعدالة لفلسطين لمواصلة الجهود الشعبية والرسمية لكشف جرائم الاحتلال في طريق الشعب الفلسطيني لنيل حريته، وكسر الحصار عن غزة (مستمر منذ 17 عامًا). وأدعو لتشكيل تحالف إنساني لإغاثة أهلنا في غزة”.

وأشار هنية إلى “فصائل المقاومة” و”معركة طوفان الأقصى” التي انطلقت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على إسرائيل بقوله: “قالت المقاومة كلها في معركة -طوفان الأقصى- إنها صاحبة الأرض ولن نهاجر ولن نسكت، مقاومة الشعب الفلسطيني مكفولة وفق الشرائع والقوانين الدولية”.

وفي ذلك اليوم، وردًا على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) إلى جانب باقي فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، هجومًا ضد قواعد عسكرية ومستوطنات في محيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم خلال هدنة مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 8600 فلسطيني.

وأردف هنية: “أحيي رجال المقاومة وأبطالها في لبنان واليمن والعراق وسوريا، وكل الجماهير التي تحتشد في العواصم والمدن القريبة والبعيدة.. وحماس حركة تحرر وطني فلسطيني تعمل مع كل أبناء الشعب لإنجاز مشروع التحرر والاستقلال”.

لا نعادي اليهود

وأوضح هنية: “لا نعادي اليهود، بل نعادي الحركة الصهيونية التي احتلت أرضنا وشردت شعبنا، لسنا دعاة حروب بل طلاب حرية، وحماس متمسكة بوحدة الأرض والشعب والقضية”.

وأكد هنية أن “حماس تؤمن بأن الوحدة الوطنية (إنهاء حالة الانقسام الفلسطينية المستمرة منذ عام 2007) ضرورة لإنجاز مشروع التحرر من الاحتلال، وحماس تتبنى استراتيجية الانفتاح على كافة الدول ومكونات الأمة والعالم”.

وبشأن “الصهيونية والاحتلال الصهيوني”، قال هنية إن هذه الحركة “واحدة من أخطر الحركات التي عرفتها البشرية، حيث اجتمعت بها صفات لم تجتمع بغيرها على مر التاريخ، هي حركة عنصرية تكره العرب والمسلمين على أساس عرقهم ودينهم”.

وأضاف أنها “تسعى لشطب أي وجود غير يهودي وإحلال المستوطنين مكانهم، وهي حركة إلغائية ترفض الاعتراف بحق أحد في الوجود بفلسطين سوى اليهود، وهي انعزالية ترفض التعايش مع الآخر، واستعلائية تنظر للآخر نظرة دونية لخدمة مشروعها”.

وتابع هنية: “الصهيونية تنفذ مشروعًا استعماريًا يستهدف الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين، وهو استعمار سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وديني وعسكري”.

ولفت إلى أنها “حركة وظيفية، وظفتها بعض الدول الغربية لخدمة مشاريعها الاستعمارية في المنطقة، أشبه بقاعدة عسكرية متقدمة بمنطقتنا، وحركة إرهابية إجرامية تشكل المذابح جزءًا أصيلًا من فكرها ومعتقداتها”.

وموجهًا نداءً إلى “أحرار العالم”، قال هنية: “حان الوقت لإزالة القناع عن الكيان الصهيوني وكشف حقيقته، وأدعو لإطلاق جهد عالمي شعبي لإعادة تجريم الصهيونية”.

وأشار إلى أن “ما يجري من محاكمة الكيان (إسرائيل) حدث غير مسبوق في كشف جرائم العدو وإنصاف شعبنا، ونتطلع أن يصدر قرار من محكمة العدل الدولية لينصف شعبنا بوقف المذابح ومحاكمة مرتكبيها والتأكيد على حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وفق القرارات الدولية ذات الصلة”.

وفي 11 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأت المحكمة، ومقرها في مدينة لاهاي بهولندا، النظر في دعوى قدمتها دولة جنوب إفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في غزة، وتطالب بإصدار “أمر فوري” لتل أبيب بوقف الحرب، لحين البت في القضية.

ومنذ 100 يوم، يشن جيش الاحتلال حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 23 ألفًا و968 شهيدًا، و60 ألفًا و582 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان