“في إسرائيل نرى اليأس”.. باراك يحذر نتنياهو “قبل فوات الأوان”

انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، سياسات نظيره الحالي بنيامين نتنياهو، محذرًا من أن مسار الحرب قد ينذر بـ”غرق إسرائيل في مستنقع غزة”.
جاء ذلك في مقال لباراك نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، دعا فيه إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل “قبل فوات الأوان”، علما بأن الانتخابات من المقرر أن تجري عام 2026.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوزير الخارجية البريطاني يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
قيادي بحماس: نتنياهو سيعلن عجزه ويعقد صفقة لإطلاق سراح الأسرى
الجزيرة توثق إعدام 15 فلسطينيا بينهم أطفال داخل بناية سكنية في مدينة غزة (فيديو)
وقال إن “الحرب تدخل أسبوعها الخامس عشر، وفي ساحة المعركة نرى عملا شجاعا وتضحيات، لكن في إسرائيل نرى اليأس، والشعور بأنه رغم المكاسب التي حققها الجيش الإسرائيلي، فإن حماس لم تُهزم وعودة الرهائن آخذة في التراجع”.
وأشار إلى أنه “منذ نحو 3 أشهر يمنع نتنياهو مناقشة اليوم التالي (لانتهاء الحرب) في مجلس الوزراء المصغر، وهو أمر غير معقول”.
وحذر باراك من سياسات نتنياهو، قائلا “لا يستطيع الجيش الإسرائيلي تحسين احتمالات الفوز عندما لا يكون هناك هدف سياسي محدد، وفي غياب هدف واقعي سينتهي بنا الأمر إلى الغرق في مستنقع غزة”.

“يجر أمن إسرائيل إلى الهاوية”
كما أشار إلى مخاطر “القتال في وقت واحد في غزة ولبنان والضفة الغربية، مما يؤدي إلى تآكل الدعم الأمريكي وتعريض اتفاقات أبراهام واتفاقيات السلام مع مصر والأردن للخطر”، معتبرًا أن “هذا النوع من السلوك يجر أمن إسرائيل إلى الهاوية”.
وفي هذا السياق، كشف باراك “تقديم الولايات المتحدة قبل شهرين لإسرائيل مقترحا يلبي المصالح المشتركة للبلدين”، مبينا أن هذا العرض “ما زال مطروحا على الطاولة”.
وبيّن أن المقترح الأمريكي نص على أنه “بعد القضاء على قدرات حماس، يتم تشكيل قوة عربية من أعضاء محور الاستقرار الذي سينشأ لإدارة القطاع لفترة محدودة”.
وأوضح أنه وفقا للاقتراح فإنه “خلال هذه الفترة الانتقالية، ستعود غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، وستحظى بالاعتراف الدولي، مع مراعاة الترتيبات الأمنية المقبولة لدى إسرائيل”.
قيادي بحـ.ــمـ ــاس: #نتنياهو ليس حريصًا على الأسرى وسيضطر لرفع الراية البيضاء إقرارًا بعجزه#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/YFUFN95R7r
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 19, 2024
حل الدولتين
ووصف باراك الاقتراح الأمريكي بأنه “المخطط العملي الوحيد”، مضيفا “في المقابل، سيتعين على إسرائيل أن تشارك في المحادثات المستقبلية نحو حل الدولتين”. واعتبر أن فرص نجاح هذا المقترح ستتضاءل “كلما زاد النظر إلى إسرائيل على أنها متعثرة”.
ورأى أن الذي يمنع تحقيق المقترح الأمريكي هو نتنياهو ومَن وصفهم بأنهم “مبتزّوه”، مثل وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية سموتريتش، ورأى أن هذين الوزيرين “يجران إسرائيل إلى الهاوية خدمة لمصالحهما الخاصة”.
وقال في مقاله “يدرك نتنياهو أن السلطة الفلسطينية المعاد تنشيط عملها (في غزة) تعني خسارة بن غفير وسموتريتش وتسريع نهاية حكومته”.
وأضاف “يجب أن تكون هناك انتخابات مبكرة، وسيحدث هذا عندما يثور غضب عائلات الرهائن، ومجتمعات النازحين، وجنود الاحتياط، والأعداد الكبيرة من الإسرائيليين الذين يتذكرون 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 جيدا”.
صحفية لـ #نتنياهو: لم تعيدوا المختطفين ولم تدمروا حـ.ـمـ ــ.ـاس ولم تقـ ــتـ ــلوا قادتها لماذا تقومون بتقليل القوات في #غزة؟#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/SOmpXJQ4ms
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 18, 2024
ويأتي مقال باراك عقب إعلان نتنياهو، الخميس، أنه أبلغ واشنطن بمعارضته إقامة دولة فلسطينية “في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب على غزة”، بخلاف الرغبة الأمريكية، وإصراره على استمرار الحرب في غزة من أجل تحقيق “انتصار حاسم على حماس”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت في الأيام الماضية عن خلافات داخل الحكومة، بشأن سبل إعادة المحتجزين من قطاع غزة، ورفض نتنياهو للمقترحات والصفقات التي تعرض من جهات مختلفة لتمسكه بعدم وقف إطلاق النار في غزة، وهو الشرط الرئيسي لحركة حماس.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشنّ الجيش الإسرائيلي حربا مدمّرة على غزة خلّفت حتى الخميس “24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و830 مصابا، وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وتسببت في نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.