بعد توقيعه “إعلانا سياسيا” بأديس أبابا.. حميدتي: منفتحون على وقف فوري لإطلاق النار بالسودان

وقّعت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية في السودان (تقدم) وقوات الدعم السريع، الثلاثاء، على إعلان سياسي مشترك يتضمن تفاهمات بينها تشكيل لجنة مشتركة لإنهاء الحرب.
وجاءت هذه الخطوة في ختام اجتماعات بين الجانبين استمرت يومين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ضمن جهود لإنهاء حرب متواصلة في السودان بين الجيش والدعم السريع منذ إبريل/نيسان الماضي، مما خلّف أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالسودان.. تجدد القتال وواشنطن تدعو الجيش والدعم السريع إلى إنهاء الحرب (فيديو)
حميدتي: أُجبرنا على خوض هذه الحرب ونجدد تمسكنا بالحكم المدني في السودان (شاهد)
البرهان يعلن استعداده لوقف الحرب في السودان بشرط خروج “الدعم السريع” من كافة المدن (فيديو)
وقالت التنسيقية، في بيان، إن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك وقّع عنها إعلان “أديس أبابا”، في حين وقّع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن قوات “الدعم السريع” التي يقودها.
وأفادت بأن الإعلان يتضمن قضايا بينها “وقف العدائيات، وإيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، وإنهاء الحرب وتأسيس الدولة”.
وأضافت التنسيقية أن طرفي الإعلان “عقدا العزم على إنهاء الحرب”، وأبدت قوات الدعم السريع “استعدادها التام لوقف عدائيات فوري غير مشروط عبر تفاوض مباشر مع الجيش”.
وتابعت أن “الدعم السريع تعهدت بإطلاق سراح 451 أسيرا كبادرة حسنة نية، وفتح ممرات آمنة للمدنيين في مناطق سيطرتها”.
|صور| قيادات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية #تقدم اثناء التوقيع على #اعلان_اديس_ابابا مع قوات #الدعم_السريع
2 يناير 2024م pic.twitter.com/4CbDwLub18
— حزب المؤتمر السوداني (@SCPSudan) January 2, 2024
ونص الإعلان على تشكيل لجنة مشتركة لإنهاء الحرب وإحلال سلام مستدام، إضافة إلى “لجنة وطنية مستقلة لرصد كافة الانتهاكات في البلاد، وتحديد المسؤولين عن ارتكابها”.
كما تم “الاتفاق على القيادة المدنية للعملية السياسية، مع الالتزام بمشاركة واسعة لا تستثني إلا “المؤتمر الوطني” (حزب الرئيس السابق عمر البشير) والحركة الإسلامية وواجهاتها”.
وستتولى التنسيقية طرح التفاهمات الواردة في “إعلان أديس أبابا” على قيادة الجيش “لتكون أساسا للوصول إلى حل سلمي”، وفقا للبيان.
وأكد الإعلان ضرورة تمثيل المدنيين في الاجتماع المرتقب الذي ترتب له “الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا” (إيغاد) بين رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحميدتي.
وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية تضم أحزابا ومنظمات مدنية، وتكونت بعد اندلاع الحرب لتوحيد المدنيين بهدف إنهائها.
#اعلان_أديس_أبابا بين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية #تقدم و قوات #الدعم_السريع pic.twitter.com/u9SJgjzRYD
— حزب المؤتمر السوداني (@SCPSudan) January 2, 2024
بدوره، قال قائد قوات الدعم السريع (حميدتي) إنهم “يمدون أياديهم البيضاء وجاهزون للتوقيع على اتفاق السلام”.
وأكد حميدتي أن الدعم السريع منفتحة على وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار عبر التفاوض مع الجيش.
وقال إن الجيش دُعي أيضا للتوقيع على الإعلان نفسه، مضيفا أن الوثيقة تضع الأساس لمفاوضات سلام تنهي حربا مستعرة منذ أكثر من 9 أشهر.
ودعا حميدتي التنسيقية إلى التواصل مع “قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو وقائد حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور” بغية الوصول إلى اتفاق سلام يحل مشكلة السودان جذريا والمضي نحو سودان جديد يسع الجميع.
وأعلن حميدتي موافقته على تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن المتورط في إشعال الحرب بالسودان، وأضاف “مستعدون للذهاب إلى حبل المشنقة إذا ثبت تورطنا في إشعال الحرب”.
واتهم حميدتي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بممارسة ما سمّاه “الكذب” على العالم بعد وصفه قوات الدعم السريع بالمليشيا.
كما اتهم الجيش السوداني بممارسة “العنصرية والجهوية” بالقبض على المواطنين المدنيين من بعض مناطق البلاد بتهمة أنهم “خلايا نائمة” تابعة لقوات الدعم، مُبرئا قواته من الخوض في العنصرية.
ووصف حميدتي قادة القوات المسلحة الحاليين بأنهم “عصابة” يسيطرون على الجيش، وأن من وصفهم بالضباط الشرفاء يوجدون الآن في مناطق بعيدا عن المعارك.
وكشف حميدتي أنه اجتمع مع الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي قبل اندلاع الحرب، وطالبه بالتحدث مع قادة الجيش وإبلاغهم أنهم يسيرون في الطريق الخطأ، وأن هذا الوضع سيؤدي إلى انهيار البلاد، مشيرا إلى أن كرتي أبلغه بأنه لا علاقة له بهذا الأمر.
كما أشار إلى أنه اجتمع مع رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول إبراهيم غندور، وطالبه بالتحدث أيضا مع قادة الجيش لتلافي اندلاع الحرب.
خطابي للشعب السوداني بمناسبة الذكرى الثامنة والستون لاستقلال السودان pic.twitter.com/ysgMT20poY
— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) January 1, 2024
من جانبه، قال رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية عبد الله حمدوك، إن التوقيع على “إعلان أديس أبابا” مع قوات الدعم السريع يفتح الطريق ويُشكل اللبنة الأولى في طريق إنهاء الحرب.
وأشار إلى أنه حال تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها في الإعلان، سيؤدي إلى خلق سودان يفخر به كل السودانيين، حسب قوله.
ونوه حمدوك إلى أن أمام السودانيين الآن فرصة لجعل الحرب الحالية آخر حروب البلاد، بالعمل من أجل سودان وطن خيّر ديمقراطي يقوم على المواطنة المتساوية.
وفي 25 ديسمبر/كانون الأول المنقضي، قال حمدوك إنه وجَّه رسالتين خطيتين إلى البرهان وحميدتي، طلب منهما “اللقاء عاجلا بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب”.
نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وجهت امس الاثنين رسالتين خطيتين إلى الفريق اول عبدالفتاح البرهان قائد القوات المسلحة والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع اطلب منهما اللقاء عاجلا بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب التى قتلت وشردت السودانيين…
— Abdalla Hamdok (@SudanPMHamdok) December 25, 2023
والتقى حميدتي، خلال الأيام الماضية، قادة أوغندا يوري موسيفيني وإثيوبيا آبي أحمد وجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، ضمن جولة خارجية غير معلنة المدة.
ومن المنتظر أن يلتقي حميدتي مع البرهان في جيبوتي التي تتولى الرئاسة الدورية لـ”إيغاد”.