شاهد: حلقات القرآن زاد النساء في غزة

يوما بعد يوم، تثبت المرأة في غزة قدرتها على التعايش مع الظروف الأكثر قسوة، فرغم كل التحديات قررت نساء مركز القدس للإيواء في رفح جنوبي القطاع أن يخترن مكانا بسيطا داخل المركز لتأسيس مركز لتحفيظ القرآن الكريم.
تقول رؤى، طالبة تقوم بمراجعة القرآن، للجزيرة مباشر “إحنا طبعا رغم كل الظروف اللي بنمر بيها قلبنا متعلق بالقرآن الكريم لأنه يعطينا نوعا من الصبر، وأساسا هو اللي مصبرنا “، مؤكدة أن النزوح فرض عليهم فترة انقطاع عن حفظ القرآن ومراجعته.
وترى الفتاة أنهن عندما واتتهن الفرصة قمن باقتناصها لتمضية الوقت مع القرآن الكريم، مشيرة إلى أن وقت الحرب أدعي لأن يقوم المرء بمراجعة القرآن وحفظه حتى إذا استشهد يكون قلبه متعلقا بالقرآن والذكر وما يترب عليهما من رضا الله عز وجل.
وأضافت أن هذا المشروع أتاح لها مراجعة ما قامت بحفظه من القرآن الكريم، مما ساعدها على استكمال المشوار الذي بدأته في مدينتها غزة.
ووسط صوت كأزيز النحل يعلو في المكان بتلاوة القرآن، تقول محفظة القرآن تغريد الأسطل “جددنا الحمد لله إيماننا، وصبرنا وركزنا في القرآن بعقولنا”، موضحة أنها تتلو آيات القرآن الكريم طوال اليوم وهي تمارس مهامها اليومية الطويلة والشاقة.
وأكدت تغريد أنه بفضل القرآن وحفظه وترديده وتلاوته يبارك الله في أعمالهن اليومية وأوقاتهن، ويسهم في تثبيت إيمانهن، ويلهمهن الصبر على ما يواجهن من صعاب خلال فترة الحرب.
وأضافت للجزيرة مباشر “طول الوقت إحنا يا إما بنعمل أكل أو بنعجن، لكن أثناء شغلنا إحنا بنردد بنحفظ”، مؤكدة أنها ليست لديها رفاهية الجلوس منفردة لحفظ القرآن الكريم ولكنها تتلوه على مدار اليوم.
وتشرح مُحفظة القرآن الكريم، مريم أكرم، ما يقمن به في المركز من تحفيظ للقرآن ومراجعة وتثبيت للحافظات حتى يساعدهن على تشجيع بعضهن بعضًا، واستكمال مشوار مراجعة القرآن الكريم.
وتؤكد تساهيل الكردي، التي تعمل اختصاصية تخاطب ومُحفظة للقرآن الكريم، إصابة العديد من الأطفال بصعوبات في النطق جراء الحرب وما سببته من ضغوط نفسية وخوف شديد، موضحة أنها حاولت الدمج بين تخصصها وتحفيظ القرآن لمساعدة الأطفال على تخطي صعوبات النطق.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربًا مدمرة على غزة، خلّفت 25105 شهداء و62681 جريحًا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع.